من الفتوة أن يبخل العبد بدينه. ويجود بماله. كذلك سمعت عبد الله ابن محمد بن اسفندياران الدامغاني بها يقول: سمعت الحسن بن علويه، يقول: سمعت يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله يقول: المؤمن يخدع عن ماله ولا يخدع عن دينه، والمنافق يخدع عن دينه ولا يخدع عن ماله.
ومن الفتوة أن يختار العبد سيده على جميع الأحوال والعروض. سمعت أبا علي البيهقي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن يحيى الصولي يقول: بلغني أن أمير المؤمنين المأمون رحمه الله دخل يوماً داره، فقال لحاشيته وغلمانه: من أخذ من هذه الدار شيئاً فهي له. قال: فعدا كل واحد منهم، وأخذ منها ما أمكنه، وكان غلامٌ واقفاً على رأسه لا يلتفت إليهم، ولا إلى شيء مما أخذوه. فقال المأمون للغلام: خذ أنت أيضاً شيئاً. فقال: حقيقة تقوله يا أمير المؤمنين. إن ما أخذته فهو لي؟ فقال: نعم. فقال: فجاء الغلام وعانق المأمون أمير المؤمنين وتعلق به، فقال: أنا لا أريد غيرك، فأعطاه أضعاف ما أخذ الجماعة، وكان بعد ذلك لا يرى به أحداً.
ومن الفتوة أن لا يغفل عن إخوانه في وقت من الأوقات.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين