4- وأخبرنا علي بن أحمد السعدي, قراءةً عليه وأنا محضر, في الثالثة, في سنة تسع وثمانين وستمئة, قال: أنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر الدارقزي, قال: أنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد الحافظ, قال: أنا علي بن أحمد بن محمد البندار, وعبد الله بن محمد بن هزارمرد الصريفيني, قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس الذهبي, قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي, قال: ثنا -[37]- محمد بن حسان السمتي, قال: ثنا محمد بن الحجاج اللخمي, عن مجالد, عن الشعبي, عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيكم يعرف القس بن ساعدة الإيادي؟)) , قالوا: كلنا يا رسول الله نعرفه, قال صلى الله عليه وسلم: ((فما فعل؟)) , قالوا: هلك, قال: ((فما أنساه بعكاظ على جمل أحمر, وهو يقول: أيها الناس اجتمعوا واستمعوا وعوا: من عاش مات, ومن مات فات, وكل ما هو آت آت, إن في السماء لخبراً, وإن في الأرض لعبراً, مهادٌ موضوعٌ, وسقف مرفوع، ونجومٌ تمور, وبحارٌ لا تغور, أقسم قسٌ قسماً حقاً, لئن كان في الأمر رضاً ليكونن سخطاً, إن لله لديناً هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه, ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا؟ أم تركوا فناموا)) , ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((أيكم يروي شعره)) .
فأنشدوه:
في الذاهبين الأولين ... من القرون لنا بصائر
لما رأيت موارداً ... للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها ... يسعى الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلي ... ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة ... حيث صار القوم صائر