responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذم الدنيا نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 131
290 - وحدثنا محمد بن علي، أخبرنا إبراهيم، قال: سمعت يعني الفضيل بن عياض، يقول: جعل الشر كله في بيت وجعل مفتاحه حب الدنيا، وجعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا.

291 - حدثنا محمد بن علي، أخبرنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سألت فضيل بن عياض ما الزهد في الدنيا؟ قال:
القنوع هو الزهد وهو الغنى.

292 - وحدثنا محمد بن علي، أخبرنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل، يقول: حدثني رجل، قال: سمعت عون بن عبد الله، يقول:
إن الدنيا والآخرة في قلب ابن آدم ككفتي الميزان، بقدر ما ترجح إحداهما تخف الأخرى.

293 - وحدثنا محمد بن علي، أخبرنا إبراهيم، قال: سمعت الفضيل، يقول: كتب الحسن بن أبي الحسن إلى عمر بن عبد العزيز: -[132]-
أما بعد، يا أمير المؤمين، فاعلم أن الدنيا ليست بدار إقامة، وإنما أهبط آدم إليها عقوبة، فبحسب من لا يدري ثواب الله أنه ثواب، وبحسب من لا يدري عقاب الله أنه عقاب، ليست صرعتها كالصرعة تهين من أكرمها، وتذل من أعزها، وتفقر من جمعها، ولها في كل حين قتيل، فالزاد منها تركها، والغنى فيها فقرها، هي والله يا أمير المؤمنين كالسم يأكله من لا يعرفه ليشفيه، وهو حتفه، فكن فيها يا أمير المؤمنين كالمداوي جرحه، يحتمي قليلاً مخافة ما يكره طويلاً، ويصبر على شدة الدواء مخافة البلاء، فأهل البصائر الفضائل فيها يا أمير المؤمنين، مشيهم بالتواضع، وملبسهم بالاقتصاد، ومنطقهم بالصواب، ومطعمهم الطيب من الرزق، قد نفذت أبصارهم في الأجل، كما نفذت أبصارهم في العاجل، فخوفهم في البر كخوفهم في البحر، ودعاؤهم في السراء كدعائهم في الضراء، ولولا الأجل الذي كتب عليهم لم تقر أرواحهم في أبدانهم إلا قليلاً، خوفاً من العقاب، وشوقاً إلى الثواب، عظم الخالق في أعينهم، وصغر المخلوق عندهم، فارض منها بالكفاف وليكفك ما بلغك المحل.

نام کتاب : ذم الدنيا نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست