الرائحة، واحدته ريحانة، والمعروف منه عند العرب الأس ويقال. إن رائحته تقتل الجراثيم الجوية. والحنظل: نبات يمتد على الأرض كالبطيخ وثمره يشبه ثمر البطيخ.
ولكنه أصغر منه بكثير، ويضرب المثل بمرارته.
الشرح:
الإيمان طريق السعادة، والفجور أو النفاق وسيلة الشقاوة؛ والقرآن دوحة [1] هذا الدّين، منه تفرعت فنونه، وأخذت علومه، من فقه وتوحيد، وتصوف وحكمة، وأصول وأخلاق، ووعظ وقصص، وبمقدار اتصال القلب به، وتفكير العقل فيه تكون درجة الإنسان في الهدى والعلم ولقد مثّل الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لأربعة أصناف من الناس لهم صلة بالقرآن. وباعتباره كتابا ينتمون إليه. ويؤمنون به ولو إيمانا ظاهرا.
فأولهم شخص أو فريق ملأ الإيمان قلبه
، وفاض على جوارحه، فهو بالله موقن وبرسوله مؤمن، وبكتابه مصدق، وبدينه عامل. جعل لنفسه حظا من القرآن، يتلوه آناء الليل في تهجده، أو مضجعه، أو جالسا على فراشه أو مكتبه، ويتلوه في ساعات النهار قائما وقاعدا، راكعا وساجدا، كلما سنحت له فرصة لقراءته انتهزها حتى لا يغافل قلبه عن ذكر الله، فتخطفه الشياطين وتضله عن سواء السبيل.
وليست قراءته من طرف لسانه وشفته، وشدقه وحنجرته، بل قلبه الذي يقرأه ولبه الذي يردد. ولذلك أثمرات الخشية والهداية، وأنتجت العمل والاستقامة، فهذا مثله الرسول صلى الله عليه وسلم بالأترجة ذات الطعم اللذيذ، والرائحة الطيبة: فإن بلوته واختبرته وعاشرته وعاملته، لم تجد إلا امرآ وفيا، برا تقيا، يقدس الحق تقديسا، ويشنأ [2] الباطل مشنا، وإن شممته فرائحة طيبة، ذكية عبقة، تحي القلوب، وتنعش النفوس، وتذكي العقول، وكيف لا تكون كذلك وهي نفحة القرآن ومسكه الذي انبعث من لسانه الرطب المعطر، وقلبه الحي المطهر.
وثانيهم: شخص أو فريق، بالقرآن مؤمن
، وبأحكامه عامل، وبإرشاده مهتد، وبأخلاقه متخلق، ولكن لم يؤت القرآن تلاوة وحفظا، وإن أوتيه تطبيقا وعملا، فهذا [1] دوحة: الدّوحة: الشجرة العظيمة المتشعبة ذات الفروع الممتدة من شجر ما. [2] يشنأ: يبعض ويتجنب.