responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 122
التصوير الفني في بلاغة التعبير في الرد على سؤال الرجل حين قال: أكل عام يا رسول الله؟ فكانت الإجابة دقيقة وعميقة، لا تتعارض مع أمر الله عز وجل بوجوب فريضة الحج مرة واحدة في العمر، كما في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} وذلك في صور فنية متنوعة، فالصورة الأولى ليست تعبيرًا ولا كلامًا بل سكونًا وصمتًا، على الرغم من إعادة السؤال ثلاث مرات، فقد أجمع علماء البلاغة على أن الصمت قد يكون أبلغ من الكلام حسب المقام، والصمت هنا يدل على إنكار السؤال وعدم الرضا عنه، والصورة الثانية في بلاغة التعبير في قوله: "لو قلت: نعم"، التي تدل على تعليق الامتناع على ممنوع، وللإشارة إلى أن "لو" تفتح باب الشيطان؛ فيجب علينا أن نغلق منافذه بعدم استعمالها، والصورة الثالثة في قوله: "لو قلت: نعم، لوجبت ولما استطعتم"؛ فأصحبت الفريضة متكررة، مما لا يطيقه المكلف كل عام كما في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما: "يا أيها الناس كتب عليكم الحج" فقام الأقرع بن جابس فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال: "لو قلتها لوجبت، ولو وجبت لم تعملوا بها ولم تستطيعوا، الحج مرة فمن زاد فهو تطوع" رواه أحمد والنسائي وأبو داود والحاكم، ويدل منطوقها على صورة أخرى يوحي بها المفهوم بمعنى "لو قلت: لا" لأدى ذلك إلى حرمان المستطيع من ثواب التطوع بالحج، فقد حث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على متابعة الحج والعمرة كما في الحديث الشريف الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة جزاء إلا الجنة".
روعة التصوير الأدبي في بلاغة النهي عن كثرة السؤال والتشدد والتنطع كما في الحديث الشريف: "إن الدين يسر، فلن يشاد الدين أحد

نام کتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست