نام کتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 126
الكعبة في وسط الأرض وأعلاها وهي القمة، وما حولها من جميع الجهات دونها ومنخفض عنها في عمق رأسي، لا بعد أفقي، ويظهر انسجام بلاغته مع بلاغة القرآن، واتساقه مع فطرته التي فطره الله عليها، فحينما تعجب الصحابة من بلاغته فرد عليهم قائلًا: "وما يمنعني، وإنما أنزل القرآن علي بلسان عربي مبين".
التصوير الأدبي في بلاغة التعبير عن شدة عقاب الله عز وجل وشدة عذابه، مع تقديم رحمته التي وسعت كل شيء، في قوله -صلى الله عليه وسلم: "يرجون رحمتي ولم يروا عذابي"، فقدم الرحمة على العذاب، مما جعل الحجيج يستحقون المغفرة والرضوان من الله عز وجل، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرفات وقد كادت الشمس أن تثوب، فقال: "يا بلال أنصت لي الناس"، فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم، فأنصت الناس فقال: "يا معشر الناس أتاني جبريل عليه السلام آنفًا، فأقرأني من ربي السلام وقال: إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات، وأهل المشعر الحرام، وضمن عنهم التبعات"، فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه: يا رسول الله، هذه لنا خاصة؟ قال: "هذا لكم ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة"، فقال عمر -رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب.
وعبر مع الرحمة بالرجاء، وهو حاصل ومتوقع من الرحمن الرحيم وسعت رحمته كل شيء، وعبر مع العذاب بعدم الرؤية "ولم يروا عذابي" للدلالة على رفع العذاب عن الحجيج، وأن الله لا يرضى لعباده الكفر ولا العذاب، فهو منفي عنهم "بلم" الجازمة، وأن المغفرة والرحمة وجبت لهم كما ورد في الأحاديث الشريفة: "والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، "ما رئي الشيطان يومًا هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة".
نام کتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 126