responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 145
وأما روعة التصوير الأدبي في بلاغة التعبير عن القضاء والقدر، فقد شُبه قدرُ الإنسان وحظُّه من متاع الحياة الدنيا بتقدير الله عز وجل وحده، بصورة الاقتراع والاستهام على أعلى السفينة أو أسفلها، لأن الإنسان في ذلك لا يملك اختيار أحدهما بل الله وحده يقدر الأقدار، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} .
وأما روعة التصوير الفني في بلاغة التعبير عن انتصار الخير، واجتياز الفتنة، ومقاومة الأنانية والفساد والتدمير، وذلك في صورة حية شاخصة، تستمد عناصرها من الصراع العنيف بين الفريقين على ضروروات الحياة، من الشرب لدفع العطش والهلاك؛ فإذا أحس الفريق الأسفل بالعطش، أرادوا أن يخرقوا خرقًا في أسفل السفية؛ فإذا تركهم الفريق الأعلى وما أرادوا غرقوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم، وأفسحوا لهم أن يشربوا من أعلى السفينة متعاونين جميعًا، نجوا كلهم، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} .
وأما روعة التصوير الأدبي في بلاغة التعبير عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حين صور الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر بصورة إيجابية فعالة لا سلبية مدمرة في صورة بليغة رشيقة، عندما أراد من في أسفلها أن يخرقوا خرقا؛ ليشربوا بقاء على حياتهم، فيأمرهم من في أعلاها بالمعروف وينهونهم عن المنكر، لينجوا جميعًا، كما ورد في الحديث الشريف: "فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعًا"، مصداقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} والمعنى كما فسره أبو بكر -رضي الله عنه: أي عليكم المجتمع المسلم الذي تعيشون فيه، وليس عليكم غيركم من المجتمعات الضالة من غير المسلمين، فلا يضرونكم متى اهتديتم أنتم وعملتم بشريعة الله عز وجل.

نام کتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست