responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 30
يخاف النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته منها، فهي التعبير البلاغي عن المشرك فقال: "وأما المشرك فيُقْمُعُه الله بشركه" لأن الله تعالى يتولى أمره؛ فيحاربه وينصر المسلمين عليه، ويخزيه فلا يستطيع أن يخدع المؤمن، لأن المؤمن يكون دائمًا على حذر منه، فلا يتمكن منه أبدًا في جميع الأحوال، لذلك قيل: عليك أن تخشى العدو مرة والصديق ألف مرة، وأما الصورة الثالثة التي يخاف النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته منها: فهي التعبير البلاغي عن منافق القلب عالم اللسان، يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون؛ فهو عذب اللسان، ناصع الفكرة، قوي الحجة، يقلب الحقائق، ويلفقُ الباطل، ويجعله في صورة الحق، ويُزِّور المسلمات، ويخلع عليها لباسًا غير لباسها الحقيقي، في أسلوب هادئ، يضفي على صاحبه ثوب الوقار والحكمة، في حديث عذب ولسان رطب، يعبر عن تجربة حياة، يفتلها من خبرة محنك بالدواهي والأحاييل، وذلك في أسلوب عصري، ممزوج بما يتفتح له العقل، وتقبل عليه النفس من مغريات الحياة، ومقتضيات الإنسان في مجتمعه الجديد، فهو يملك زمام الحيل، يرد بها كل اتهام، يسخر لها شباك الدُّهاة، ليصطاد بها صيده، ثم يصل به الزيف والضلال إلى أن يجعل الله تعالى شاهدًا على قوله، فيقول المنافق في ختام حديثه: الله يعلم أني صادق فيما أقول، أو أن الله شاهد على ما أقول، وغيرها من عبارات الافتراء والتلفيق، ولقد عبر الحديث الشريف عن التصوير القرآني لهذا النموذج البشري الخطير، يقول سبحانه وتعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} فإذا حقق مراده أفسد في الأرض بإيقاع العداوة بين الناس، فتنعدم الثقة، وتنتشر البغضاء، فيحاول تدمير المجتمع، قال تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ

نام کتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست