نام کتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة نویسنده : العلائي، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 56
وقد روى عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد [1]، عن القاسم بن محمد، عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: "لما دفنت أم رومان, قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين، فلينظر إلى هذه " [2]. ورواه ابن أبي عدي، عن حماد بن سلمة، فجعله من مسند عائشة - رضي الله عنها -.
ومنهم من أرّخ وفاتها سنة خمس، والأول أصح [3] إذا [4] ثبت أنها توفيت في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يصح [5] أن يسمع منها مسروق، ولو سمع منها بالمدينة - كان يكون [6]- صحابيا، ولا خلاف في أنه لم يقدم المدينة إلا بعد [7] وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى خلف أبي بكر - رضي الله عنه -، وسمع ممن بعده [8]، فيتعين أن تكون روايته هذه مرسلة [9].
وقد رواه [10] أحمد بن حنبل في المسند من طريق علي بن عاصم، وابن جعفر الرازي، كلاهما عن حصين، عن أبي وائل، عن مسروق عن أم رومان بلفظ: (عن) [11]. قال الخطيب: "وهذا هو الصحيح [12] وتصريح (حصين فيه) [13] بالحديث، والسؤال فيما رواه البخاري، لعله كان في حال اختلاطه في آخر عمره. [1] ضعيف. انظر: سؤالات البرقاني للدارقطني ص 52. وسؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني ص 57. والتقريب. [2] أخرجه ابن سعد بسنده من طريق علي بن زيد. (الطبقات 8/267) . وفيه زيادة. [3] تقدم قول البخاري: "فيه نظر"، وثبت بالأدلة أنه ليس بأصح ولا صحيح وأن الصحيح تأخر وفاتها عن هذا التاريخ. انظر ص 53، 54 ت10. [4] 3/أ. [5] هذا حق, لكنه لم يثبت، بل ثبت خلافه.
6 "كان يكون صحابيا": في الكلام ركة، وليس بلازم أن يكون صحابيا إذا سمع منها بالمدينة، والذي أوقع المؤلف في هذا الظن جزمه بأن أم رومان توفيت في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -. [7] هذا حق لا مرية فيه. [8] وذكره الذهبي أيضا (تذكرة الحفاظ 1/49-50) . [9] استنتاج غير سليم، بل المتعين أن تكون الرواية موصولة، وهنا تبرز نباهة الإمام البخاري وفطنته. [10] يعني حديث الإفك. [11] المسند 6/367.
12ليس بصحيح. وما ذهب إليه الإمام البخاري عين الصواب فقد سمع مسروق من أم رومان على ما سبق تقريره، وصرح بالتحديث عنها، وبالسؤال، ولا مانع أن يتصرف الراوي، أو يروى مسروق نفسه مرة عنها بـ (عن) . قال الحافظ - بعد أن ساق أدلة خطأ الخطيب -: "وفي بعض هذا كفاية في التعقيب ومن تبعه فيما تعقبوه على هذا الجامع الصحيح، والله المستعان". (الفتح 7/438) . ولم يكن المؤلف مغترا بقول الخطيب وحده، بل ذكره الحافظ، وذكر معه صاحب المشارق والمطالع والسهيلي، وابن سيد الناس، والمزي، والذهبي، وقد أورد المزي- رحمه الله - كلام الخطيب في أكثر من عشرة أسطر. (تحفة الأشراف 13/79) . [13] في الأصل: "حسين".
نام کتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة نویسنده : العلائي، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 56