responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت الأرنؤوط نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 151
وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ الِاسْمَ إِذَا شَمِلَ أَشْيَاءَ مُتَعَدِّدَةً، لَمْ يَزَلْ زَوَالُ الِاسْمِ بِزَوَالِ بَعْضِهَا، فَيُبْطَلُ بِذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْإِيمَانَ لَوْ دَخَلَتْ فِيهِ الْأَعْمَالُ لَلَزِمَ أَنْ يَزُولَ بِزَوَالِ عَمَلٍ مِمَّا دَخَلَ فِي مُسَمَّاهُ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ هَذِهِ الْخَمْسَ دَعَائِمَ الْإِسْلَامِ وَمَبَانِيهِ، وَفَسَّرَ بِهَا الْإِسْلَامَ فِي حَدِيثِ جِبْرِيلَ، وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الَّذِي فِيهِ أَنَّ «أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَفَسَّرَهُ لَهُ بِهَذِهِ الْخَمْسِ» . وَمَعَ هَذَا فَالْمُخَالِفُونَ فِي الْإِيمَانِ يَقُولُونَ: لَوْ زَالَ مِنَ الْإِسْلَامِ خَصْلَةٌ وَاحِدَةٌ، أَوْ أَرْبَعُ خِصَالٍ سِوَى الشَّهَادَتَيْنِ، لَمْ يَخْرُجْ بِذَلِكَ مِنَ الْإِسْلَامِ. وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ جِبْرِيلَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، لَا عَنِ الْإِسْلَامِ، وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ لَمْ تَصِحَّ عِنْدَ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ وَنُقَّادِهِ، مِنْهُمْ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَقَدْ ضَرَبَ الْعُلَمَاءُ مَثَلَ الْإِيمَانِ بِمَثَلِ شَجَرَةٍ لَهَا أَصْلٌ وَفُرُوعٌ وَشُعَبٌ، فَاسْمُ الشَّجَرَةِ يَشْتَمِلُ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، وَلَوْ زَالَ شَيْءٌ مِنْ شُعَبِهَا وَفُرُوعِهَا لَمْ يَزُلْ عَنْهُ اسْمُ الشَّجَرَةِ، وَإِنَّمَا يُقَالُ هِيَ شَجَرَةٌ نَاقِصَةٌ أَوْ غَيْرُهَا أَتَمُّ مِنْهَا. وَقَدْ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَ الْإِيمَانِ بِذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 24] (إِبْرَاهِيمَ: 24) . وَالْمُرَادُ بِالْكَلِمَةِ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ، وَبِأَصْلِهَا التَّوْحِيدُ الثَّابِتُ فِي الْقُلُوبِ، وَأُكُلُهَا: هُوَ الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ النَّاشِئَةُ مِنْهُ. وَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ وَالْمُسْلِمِ بِالنَّخْلَةِ وَلَوْ زَالَ شَيْءٌ مِنْ فُرُوعِ

نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت الأرنؤوط نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست