responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 165
أصبعيه، فيخلطه في المضغة، ثم يعجنه بها، ثم يصوِّرها [1] كما يؤمر فيقول: أذكرٌ أو أنثى؟
أشقيٌّ أو سعيد؟ وما رزقه؟ وما عمره، وما أثره؟ وما مصائبه؟ فيقول الله تبارك وتعالى، ويكتب المَلَك، فإذا مات ذلك الجسدُ، دُفِنَ حيثُ أخذ ذلك التراب، خرَّجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " [2] ، ولكن السدي مختلف في أمره [3] ، وكان الإمام أحمد ينكر عليه جمعهُ الأسانيد المتعددة للتفسير الواحد [4] ،
كما كان هو وغيرُه يُنكرون على الواقدي جمعه الأسانيدَ المتعددة للحديثِ الواحد.
وقد أخذ طوائف من الفقهاء بظاهر هذه الرواية، وتأوَّلوا حديثَ ابنِ مسعود المرفوع عليها، وقالوا: أقلُّ ما يتبيَّن فيه [5] خلق الولد أحد وثمانون يوماً؛ لأنَّه لا يكون مُضغةً إلاّ في الأربعين الثالثة، ولا يتخلق قبل أنْ يكون مضغةً [6] .
وقال أصحابُنا وأصحابُ الشافعي بناءً على هذا الأصل: إنَّه لا تنقضي العدَّةُ، ولا تعتق أم الولد إلا بالمضغة المخلَّقة [7] ، وأقلُّ ما يمكن أنْ يتخلق ويتصوَّر في أحد وثمانين يوماً.
وقال أحمد في العلقة: هي دم لا يستبين فيها الخلقُ، فإن كانت المضغةُ غيرَ مخلقة، فهل تنقضي بها العدِّة، وتصيرُ أمُّ الولد بها مستولدةً؟ على قولين، هما روايتان عن أحمد [8] ، وإنْ لم يظهر فيها التخطيط، ولكن كان خفياً لا يعرفه إلا أهل الخبرة مِنَ النِّساء، فشهِدْن بذلك، قُبِلَت شهادتُهنَّ، ولا فرق بين أنْ يكونَ بعد تمام أربعة أشهر أو قبلها عند أكثر العلماء، ونصَّ على ذلك الإمام أحمد في رواية خلق من أصحابه، ونقل عنه ابنه صالح في الطفل في الأربعة يتبين خلقه [9] .

[1] من قوله: ((فيأتي الملك بتراب ... )) إلى هنا لم ترد في (ص) .
[2] التفسير (5159) ، وطبعة التركي 5/186-187، وكذا أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3156) ، ومن تخليط محققه أنَّه عزاه لمسلم!!
[3] هو إسماعيل بن عبد الرحمان بن أبي كريمة، وهو مختلف فيه وهو إلى القوة أقرب، وهناك شخص آخر يقال له: السُّدّي: هو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمان مولى عبد الرحمان بن زيد بن الخطاب المعروف بالسدّي الصغير، قال عنه الإمام أحمد: أدركته وقد كبر فتركته، وقال البخاري: سكتوا عنه ولا يكتب حديثه البتة، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو ذاهب الحديث، متروك الحديث، لا يكتب حديثه البتة، وقال النسائي: يروي عن الكلبي، متروك الحديث، وقال أبو جعفر الطبري: لا يحتج بحديثه، وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين.
انظر: التاريخ الكبير 1/233 (729) ، والضعفاء والمتروكين للبخاري (340) ، وللنسائي (538) ، والضعفاء الكبير 4/136 (1696) ، والجرح والتعديل 8/100
(364) ، والكامل 7/512، والأنساب 3/28، وميزان الاعتدال 4/32-33 (8154) ، والكشف الحثيث (728) ، وتهذيب التهذيب 9/377-378 (6573) ، وقد ترجمت للثاني؛ لأنَّ كثيراً من طلبة العلم يخلطون بينهما.
[4] هذه من العلل الخفية التي لا يدركها إلاّ الأئمة النقاد، قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" 2/816: ((إنَّ الرجل إذا جمع بين حديث جماعة، وساق الحديث سياقة واحدة فالظاهر =
= ... أنَّ لفظهم لم يتفق فلا يقبل هذا الجمع إلاّ من حافظ متقن لحديثه، يعرف اتفاق شيوخه واختلافهم كما كان الزهري يجمع بين شيوخ له في حديث الإفك، وغيره.
وكان الجمع بين الشيوخ ينكر على الواقدي وغيره ممن لا يضبط هذا، كما أُنكر على ابن إسحاق وغيره. وقد أنكر شعبة أيضاً على عوف الأعرابي)) .
[5] سقطت من (ج) .
[6] انظر: فتح الباري 12/595.
[7] قال عمر بن الخطاب: إذا ولدت الأمة من سيدها فقد عتقت وإن كان سقطاً. انظر: المغني لابن قدامة 12/504.
وقال الحسن: إذا أسقطت أم الولد شيئاً يعلم أنّه حمل عتقت به وصارت أم ولد. انظر: السنن الكبرى للبيهقي 10/348.
والمخلقة: هي المنتقلة عن اسم النطفة وحدها وصفتها إلى أن خلقها الله - عز وجل - علقة كما في القرآن فهي حينئذٍ ولد مخلق فهي بسقوطه أو ببقاءه أم ولد. انظر: المحلى 10/118، وعند مالك والأوزاعي وغيرهما: المضغة إذا كانت مخلقة أو غير مخلقة تكون الأمة أم ولد، وقال الشافعي وأبو حنيفة: إن كان قدْ تبين شيء من خلق بني آدم أصبع، أو عين، أو غير ذلك فهي أم ولد. انظر: تفسير القرطبي 12/9.
[8] تنقضي به العدة وتصير به أم ولد على ما نقله حنبل، ولا تنقضي به العدة ولا تصير به أم ولد ولا يتعلق به شيء من الأحكام على ما نقل أبو طالب والأثرم. وقال الأثرم لأبي عبد الله: أم الولد إذا أسقطت لا تعتق؟ فقال: إذا تبين فيه يد أو رجل أو شيء من خلقه فقد عتقت، وهذا قول الحسن والشافعي، وروى يوسف بن موسى: أن أبا عبد الله قيل له: ما تقول في الأمة إذا ألقت مضغة أو علقة؟ قال: تعتق.
انظر: المسائل الفقهية من كتاب الروايتين والوجهين 2/213 مسألة (157) ، والمغني لابن قدامة 12/504.
[9] في (ص) : ((يتبين خلقه في أربعة أشهر)) .
نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست