الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [1] ، فمعناه: من كان يريد أن يعز، فليكتسب العزة من الله، فإنها لا تنال إلا بطاعته، ومن ثم أثبتها لرسوله وللمؤمنين، فقال -تعالى-: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ} [2] ، وقد ترد العزة بمعنى الصعوبة، كقوله -تعالى-: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [3] ، وبمعنى الغلبة ومنه {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} [4] ، وبمعنى القلة: كقولهم: شاة عزوز، إذا قل لبنها، وبمعنى الامتناع، ومنه قولهم: أرض عزاز، بفتح أوله مخففا" ا. هـ [5] .
{الحكيم} هو الذي يضع الأشياء مواضعها التي يحسن أن توضع فيها، ولا يدخل تدبيره خلل ولا زلل، وهذا من أسمائه -تعالى- الحسنى التي كثر ذكرها، في القرآن، وما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو -تعالى- موصوف بالحكمة، وقد دل على ذلك شرعه -تعالى- وخلقه، فمن الضلال إنكار ذلك، وكفى بالمرء ضلالاً أن ينفي عن الله -تعالى- ما وصف به نفسه، ووصفه به رسله.
{سُبْحَانَ رَبِّكَ} " أصل التسبيح عند العرب: التنزيه لله عن إضافة ما ليس من صفاته إليه، والتبري من ذلك، كما قال أعشى بني ثعلبة:
أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر
أي: سبحان الله من فخر علقمة، أي تنزيها لله مما أتي علقمة من الافتخار على وجه التكبر منه لذلك" [6] . [1] الآية 10 من سورة فاطر. [2] الآية 8 من سورة المنافقين. [3] الآية 128 من سورة التوبة. [4] الآية 23 من سورة ص.
(5) "الفتح" (13/369) وذكر أن هذا كلام الراغب، ولكن الحافظ تصرف فيه وغير وزاد ونقص، ولهذا أضفته إليه. [6] ابن جرير الطبري في "تفسيره" (1/211) .