لا يَرْجِعُونَ} [1] ، وقوله: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ} [2] .
والفواحش: جمع فاحشة، وهي: ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال، في الشرع، أو في العقل، أو في العرف.
قوله: " وما أحد أحب إليه المدح من الله " كلمة "أحد" لا يوصف بها في الإثبات شيء من الأعيان إلا الله -تعالى-، ولكنها تستعمل في غير الله، في النفي وما في معناه، كالشرط، والاستفهام، وتستعمل في أول العدد، كأحد اثنين وأحد
عشر، ولهذا لم يجيء في القرآن استعمالها لغير الله، إلا في غير الموجب، أو في الإضافة، كقوله -تعالى-: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ}
قال أهل اللغة: " تقول: لا أحد في الدار، ولا تقل: فيها أحد" [3] .
والمدح: هو الثناء الحسن، قال الجوهري: "المدح: الثناء الحسن، وقد مدحه وامتدحه، بمعنى، وكذلك المدحة، والمديح، والأمدوحة" [4] .
وفي كليات أبي البقاء، بعدما ذكر قول الجوهري قال: " وقيل: المدح: الثناء باللسان على الجميل مطلقاً، سواء كان من الفواضل، أو من الفضائل، وسواء كان اختيارياً، أو غير اختياري، ولا يكون إلا قبل النعمة" [5] .
فالمدح: " ذكر محاسن الممدوح، والإخبار عنها على سبيل الثناء والتعظيم بذلك، فإن اقترن بالحب والإرادة، فهو حمد؛ لأن الحمد هو: ذكر محاسن المحمود، والإخبار عنها، مع حبه وإجلاله، وتعظيمه، فهو خبر يتضمن الإنشاء" [6] . [1] الآية 95 من سورة الأنبياء. [2] الآية 12 من سورة القصص.
(3) "مجموع الفتاوى" (17/137) . [4] انظر: "الصحاح" (1/403) .
(5) "الكليات" (4/277) .
(6) "بدائع الفوائد" (2/93) .