قال أبو سعيد: "وعلى تصديق هذه الآثار، والإيمان بها، أدركنا أهل الفقه والعلم" [1] وذكر أحاديث في ذلك.
وقد تكاثرت الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة بوجه الله -تعالى- كما في هذا الحديث الذي ذكره البخاري، وكما في " الموطأ"، و"مسند أحمد" أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: " أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات" [2] وفي هذا أحاديث كثيرة.
وكذلك صح عنه -صلى الله عليه وسلم- سؤاله لذة النظر إلى وجه الله الكريم، كما في الحديث السابق وغيره.
وبذها يتبين أن إثبات الوجه والإيمان به متعين، وأنه داخل في الإيمان بالله -تعالى- وهو كسائر صفات الله الثابتة، يجب معرفتها والإيمان بها بدون تأويل، أو تشبيه، بل على ما يجب لله من الإجلال والتعظيم، ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته، ولا في أفعاله - تعالى وتقدس - عن ظنون أهل الانحراف والزيغ
من المؤولين والمعطلين الذين جعلوا أنفسهم هي الأصل، فقاسوا عليها ما أخبر الله به عن نفسه، وأخبر عنه رسوله، فحرفوا وعطلوا. [1] الرد على بشر المريسي (ص518) " عقائد السلف".
(2) " الموطأ" (2/950- 951) مرسل، و "المسند" (2/419) وهو حسن.