6- قال: "حدثنا محمد، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، وأبي ظبيان، عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم -: "لا يرحم الله من لا يرحم الناس".
جرير هو: أبو عمرو، جرير بن عبد الله بن جابر البجلي، الأحمسي، وأحمس بطن من بجيلة، وبجيلة وخثعم أخوان، وهما من قحطان، وقيل: من ربيعة بن نزار.
قدم جرير على النبي-صلى الله عليه وسلم - في آخر حياته، فبشر به أصحابه، وبسط له رداءه.
وكان -رضي الله عنه- صادق الإيمان، صادعاً بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان يقول كما في "الصحيحين"، وغيرهما: "بايعت النبي-صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم" [1] .
وبعثه النبي-صلى الله عليه وسلم - لهدم ذي الخلصة، وهو صنم كبير كان لدوس، فهدمه.
ودعا له النبي-صلى الله عليه وسلم - ولخيل أحمس ورجالها.
وكان حسن الوجه، حيث كان يقال له: يوسف هذه الأمة، وكان طويلاً إذا ركب الفرس تكاد تخط رجلاه في الأرض.
نزل الكوفة، فأرسله علي رسولاً إلى معاوية، ثم اعتزل الحروب بينهما وتحول إلى جزيرة ابن عمر، توفى بقرقيسيا سنة إحدى وخمسين، وقيل: بعدها، -رضي [1] انظر" الفتح" (1/137) وغيره، و"مسلم" (1/75) في "الإيمان" رقم (56) .