responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 1  صفحه : 332
سَفْسَافِهَا اهـ. وَفِي كَلَامِ الزُّهْرِيِّ إِيمَاءٌ بِطْرِيقِ الْمَفْهُومِ وَالْمُقَابَلَةِ إِلَى أَنَّ الدُّنْيَا أُنْثَى لَا يُحِبُّهَا إِلَّا نَاقِصُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ الْمَرَاتِبَ الدَّنِيَّةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (وَلَكِنَّهُمْ بَذَلُوهُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا) : أَيْ: بِأَنْ خَصُّوهُمْ بِهِ أَوْ تَرَدَّدُوا إِلَيْهِمْ بِهِ (لِيَنَالُوا بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ) : لَا لِأَجْلِ الدِّينِ بِالنَّصِيحَةِ وَالشَّفَاعَةِ وَغَيْرِهِمَا (فَهَانُوا) : أَيْ: أَهْلُ الْعِلْمِ ذَلُّوا قَدْرًا (عَلَيْهِمْ) : أَيْ: مُسْتَثْقَلِينَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ " عِلْمُهُمْ " بَدَلَ " عَلَيْهِمْ " وَهُوَ تَصْحِيفٌ لِأَنَّ هَانَ لَازِمٌ بِمَعْنَى ذَلَّ، وَلَا يَصْلُحُ أَنْ يَصِيرَ مُتَعَدِّيًا إِلَّا أَنْ يُقَالَ بِنَزْعِ الْخَافِضِ أَيْ فِي عِلْمِهِمْ وَبَذْلِهِ إِيَّاهُمْ (سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) : قَالَ الطِّيبِيُّ، هَذَا الْخِطَابُ تَوْبِيخٌ لِلْمُخَاطَبِينَ حَيْثُ خَالَفُوا أَمْرَ نَبِيِّهِمْ، فَخُولِفَ بَيْنَ الْعِبَارَتَيْنِ افْتِتَانًا (يَقُولُ: (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ) : أَيِ: الْهُمُومَ الَّتِي تَطْرُقُهُ مِنْ مِحَنِ الدُّنْيَا وَكَدَرِهَا وَمُرِّ عَيْشِهَا (هَمًّا وَاحِدًا) : قَالَ الطِّيبِيُّ: هَمَّ الْأَمْرَ يَهِمُّ إِذَا عَزَمَ عَلَيْهِ اهـ. أَيْ: مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى هَمٍّ وَاحِدٍ مِنَ الْهُمُومِ وَتَرَكَ سَائِرَ الْمَطَالِبِ وَبَقِيَّةَ الْمَقَاصِدِ وَجَعَلَ كَأَنَّهُ لَا هَمَّ إِلَّا هَمٌّ وَاحِدٌ (هَمَّ آخِرَتِهِ) : بَدَلٌ مِنْ هَمًّا وَهُوَ هَمُّ الدِّينِ (كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ) : الْمُشْتَمِلُ عَلَى الْهُمُومِ يَعْنِي كَفَاهُ هَمَّ دُنْيَاهُ أَيْضًا (وَمَنْ تَشَعَّبَتْ) : وَفِي نُسْخَةٍ: تَشَعَّبَ (بِهِ الْهُمُومُ) : أَيْ: تَفَرَّقَتْ يَعْنِي مَرَّةً اشْتَغَلَ بِهَذَا الْهَمِّ وَأُخْرَى بِهَمٍّ آخَرَ وَهَلُمَّ جَرًّا ( [فِي] أَحْوَالِ الدُّنْيَا) : بَدَلٌ مِنَ الْهُمُومِ (لَمْ يُبَالِ اللَّهُ) : أَيْ: لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرَ رَحْمَةٍ (فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا) : أَيْ: أَوْدِيَةِ الدُّنْيَا أَوِ الْهُمُومِ (هَلَكَ) : يَعْنِي لَا يَكْفِيهِ هَمُّ دُنْيَاهُ وَلَا هَمُّ أُخْرَاهُ، فَيَكُونُ مِمَّنْ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ. ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ) . عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ الْحَدِيثَ بِكَمَالِهِ.

264 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ: (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ) إِلَى آخِرِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
264 - (وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ) : أَيْ مُبْتَدَأٌ مِنْ قَوْلِهِ، (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ إِلَخْ) . يَعْنِي: رَوَى الْمَرْفُوعَ لَا الْمَوْقُوفَ.

265 - وَعَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ، وَإِضَاعَتُهُ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ» . رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ مُرْسَلًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
265 - (وَعَنِ الْأَعْمَشِ) : هُوَ مِنْ أَكَابِرِ التَّابِعِينَ، وَأَحَدِ الْأَعْلَامِ الْمَشْهُورِينَ بِعِلْمِ الْحَدِيثِ وَالْقِرَاءَةِ اشْتَرَاهُ رَجُلٌ مِنْ كَاهِلٍ فَأَعْتَقَهُ فَاجْتَهَدَ فِي الْعِلْمِ فَصَارَ إِمَامًا عَلَمًا (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( «آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ» ) : أَيْ: بَعْدَ حُصُولِهِ وَإِلَّا فَقَدْ قِيلَ: لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ وَلِلْعِلْمِ آفَاتٌ. أَيْ: قَبْلَ التَّحْصِيلِ. قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: فَلْيُحْذَرْ مِنْ أَسْبَابِ النِّسْيَانِ كَالْإِعْرَاضِ عَنِ اسْتِحْضَارِهِ وَالِاشْتِغَالِ بِمَا يُشْغِفُ الْقَلْبَ مِنَ الْمُسْتَحْسَنَاتِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَيُذْهِلُ الْعَقْلَ مِنَ الْمَظَاهِرِ الشَّهَوِيَّةِ (وَإِضَاعَتُهُ) : أَيْ: جَعْلُ الْعِلْمِ ضَائِعًا (أَنْ تُحَدِّثَ) : أَيْ أَنْتَ (" بِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ ") : بِأَنْ لَا يَفْهَمَهُ أَوْ لَا يَعْمَلُ بِهِ مِنْ أَرْبَابِ الدُّنْيَا: (رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ مُرْسَلًا) . قَالَ السَّيِّدُ: الْمُرَادُ بِالْإِرْسَالِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيُّ الَّذِي هُوَ الِانْقِطَاعُ، لِأَنَّ الْأَعْمَشَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَإِنْ ثَبَتَ سَمَاعُهُ مِنْ أَنَسٍ فَالْمُرْسَلُ بِالْمَعْنَى الِاصْطِلَاحِيِّ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست