110 - ويعزيهم بما يظن أنه يسليهم ويكف من حزنهم ويحملهم على الرضا والصبر مما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم إن كان يعلمه ويستحضره وإلا فبما تيسر له من الكلام الحسن الذي يحقق الغرض ولا يخاف الشرع كقولهم أعطاك عمره وفي ذلك أحاديث:
الأول: عن أسامة بن زيد قال:
أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض بناته: أن صبيا لها ابنا أو ابنة وفي رواية أميمة بنت زينب[1] قد احتضرت فاشهدنا قال: فأرسل إليها يقرؤها السلام ويقول:
إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب. . الحديث.
قلت: وهذه الصغية من التعزية وإن وردت فيمن شارف الموت فالتعزية بها فيمن قد مات أولى بدلالة النص ولهذا قال النووي في الأذكار وغيره:
وهذا الحديث أحسن ما يعزى به
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم للمرأة الأنصارية يعزيها بولدها: "أما إنه بلغني أنك جزعت على ابنك فأمرها بتقوى الله وبالصبر". فقالت: يا رسول الله ما لي لا أجزع ووإني امرأة رقوب لا ألد ولم يكن لي غيره؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرقوب: الذي يبقى ولدها" ثم قال:
"ما من امرئ أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد يحتسبهم إلا أدخله الله بهم الجنة".
فقال عمر وهو عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم: بأبي أنت وأمي واثنين؟ قال: واثنين. [1] قلت ثم عاشت أميمة هذه ويقال: أمامة حتى تزوجها علي بعد فاطمة رضي الله عنهم.