فقال: ثقةٌ، إلا أنه كثيرُ الخطأِ في الكلامِ على الحديثِ.
243 - وسمعتُه يقولُ: عبدُالوهَّابِ بنُ أبي بكرٍ، هو عبدُالوهَّابِ ابنُ رُفَيْعٍ (1) الذي يَروي عن الزُّهْريِّ (2) : واللهِ إنِّي لَأَشبَهُكم صلاةً برسولِ الله صلى الله عليه وسلم (3) .
[243] نقل ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/636) قوله: من زعم أنه عبد الوهاب ابن بخت فقد أخطأ فيه.
(1) هو: عبد الوهاب بن أبي بكر: رُفَيْعٍ، المدني، وكيل الزهري بضيعته. عده ابن حجر في الطبقة السابعة في "التقريب". ترجمته في: "التاريخ الكبير" (6/96) ، و"الجرح والتعديل" (6/71) ، و"تهذيب الكمال" (18/491 الترجمة 3599) .
(2) تقدم في رقم (113) .
(3) كذا في الأصل و"الملخص"، ولم نجد هذا الحديث من رواية عبد الوهاب هذا عن الزهري، ولكن أخرجه البخاري في "صحيحه" (752) ، ومسلم (392) من طريق الإمام مالك، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أنه كان يصلي بهم فيكبِّر كلما خفض ورفع، فإذا انصرف قال: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه مسلم (392) من طريق ابن جريج، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة، به بلفظ أتم منه.
وأخرجه البخاري (803) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وأبي سلمة بن عبد الرحمن، كليهما ع-ن أب-ي هريرة، به مطوَّلاً.
أما الحديث الذي انفرد به عبد الوهاب بن أبي بكر هذا عن الزهري: فهو ما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2318) ، وتمام الرازي في "فوائده" (562) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن نافع بن يزيد، عن ابن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة وفضلها» . -[224]-
هذا سياق الطحاوي، ومثله سياق تمام، إلا أنه قال في إسناده: «عن عبد الوهاب- يعني: ابن بخت- عن ابن شهاب» ، وهذا من الغلط الذي نبَّه عليه الدارقطني في هذا النصِّ كما سيأتي، وهو إمَّا من تمام، أو شيخه أبي يعقوب إسحاق الأذرعي، أو شيخ شيخه يوسف بن كامل القراطيسي، وهو الراوي عن أبي الأسود النضر ابن عبد الجبار.
وهذا الحديث مما أخطأ فيه عبد الوهاب بن أبي بكر في زيادة قوله: «وفضلها» ؛ فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (580) ، ومسلم (607) كلاهما من طريق الإمام مالك، عن ابن شهاب الزهري، به، ولم يذكر: «وفضلها» .
وأخرجه مسلم أيضًا من طريق يونس بن يزيد، وسفيان بن عيينة، ومعمر، والأوزاعي، وعبيد الله العُمَري، جميعهم عن الزهري، به، ولم يذكروا: «وفضلها» .
وقد أعلَّ رواية عبد الوهاب بهذه الزيادة كل من الطحاوي في الموضع السابق، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/63-64) .