(171- 174) (1) نقلأ عن تذكرة الشيخ نور الدين علي بن عراق المصري- أن الشيخ تقي الدين ابن تيمية الذي كان من جملة علماء السنة معاصراً للشيخ جمال الدين العلامة المذكور- منكرأ عليه في الخفاء كثيراً- كتب إليه إلعلامة بهذه الأبيات:
لو كنت تعلم كل ما علم الورى ... طراً لصرت صديق كل العالم
لكن جهلت فقلت أن جميع من ... يهوى خلاف هو اك ليس بعالم
فكتب الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم الموصلي في جوابه هذه القطعة وأرسلها إليه:
يا من يموه في السؤال مسفسطا ... إن الذي ألزمت ليس بلازم
هذا رسول الله يعلم كل ما ... علموا وقد عاداه جل العالم (3)
وترى الكوثري ينوه بكلمة ابن المطهر الحمقاء التي أخذها من شعره، ولكنه لم يذكر جوابها السديد لبعض علماء السنة، ويمكنك أن تقف مما أوردناه لك على دخيلته، وتعرف حقيقة نحلته وخبيئته.
وجملة القول. أن هذا الرجل (الكوثري) لا يعتد بعقله ولا بنقله ولا بعلمه ولا بدينه. ومن يراجع تعليقاته يتحقق صدق ما قلناه فيه، على أنا أوردنا شواهد منها دلت على سائرها، وعرفتنا حقيقة قائلها، فمن بقي له شك فيها فليرجع إليها، ليرى كيف أن التعصب يعمي ويصم، والله عليم بذات الصدور (3) .
(1) هذا في طبعة قديمة، وهو في 2/286 نشر دار العرفة بيروت.
(2) غير أن البيت الأخير في "روضات الجنات" حرفت به كلمة "يعمل " الى "يعلم"، وأرجو أن يكون تصحيفاً غير مقصود، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يعلم ما عمل الورى، لأن فلك لعلم الله سبحانه والبيت على الصواب في "الرد الوافر"- زهير-.
(3) بل إن عمى التعصب قد شمل عدداً ممن رافقوا الكوثري، أو تتمذوا عليه، أويماروا على نهجه. كتب الله الهداية للجميع- زهير-.