نام کتاب : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين نویسنده : أحمد محرم الشيخ ناجي جلد : 1 صفحه : 102
فِيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم"[1].
وممن تشدد في المحافظة على نص الحديث بألفاظه، فمنع زيادة حرف أو حذفه حتى ولو لم يتغير المعنى أنس بن مالك, وكان يقول بعد انتهائه من الرواية: "أو كما قال, أو نحو من ذلك".
وهناك من اشتد حرصه على لفظ سماعه فأبى تبديل حرف مشدد بمخفف, ففي الحديث الذي روته أم كلثوم بنت عقبة[2] رضي الله عنهما قالت: "ليس الكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا". قال حماد سمعت هذا الحديث من رجلين, فقال أحدهما: نمى خيرًا خفيفة, وقال الآخر نَمّى خيرًا مثقلة[3].
هكذا التزم كل واحد لفظ سماعه, وهيئة كل حرف فروى أحدهما نمى بتخفيف الميم, ورواه الآخر نَمّى بتشديدها, ونظيره "نضر الله امرأً". بتخفيف الضاد وتثقيلها، وهذا الحديث نفسه هو من شواهد وأدلة الذين كرهوا الرواية بالمعنى حيث جاء فيه: "نضر الله أمرأ سمع مني حديثا, فحفظه [1] الكفاية ص176. [2] هي أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط، أسلمت بمكة, وهي من النساء المهاجرات, بل إنها أول امرأة هاجرت، والأصح تقييد هذا بوقوعه بعد صلح الحديبية، تزوجها زيد ثم الزبير، ثم عبد الرحمن بن عوف, ثم عمرو بن العاص, وماتت بعد تزوجه إياها بشهر, وحديثها في الصحيحين, وأشهر من روى عنها حميد بن عبد الرحمن. "الإصابة ج4 ص491". [3] ورواه الخطيب في الكفاية ص180-181, ورواه ابن عبد البر في ترجمتها. الاستيعاب ج4، ص489 بهامش الإصابة.
نام کتاب : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين نویسنده : أحمد محرم الشيخ ناجي جلد : 1 صفحه : 102