نام کتاب : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين نویسنده : أحمد محرم الشيخ ناجي جلد : 1 صفحه : 198
وقد كان التابعون يسترشدون ويستشهدون برأي من بقي معهم من الهادين المهديين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم بسنده عن "مجاهد[1] قال: جاء بشير العدوي[2] إلى ابن عباس, فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه, ولا ينظر إليه, فقال: يابن عباس ما لي لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا تسمع! فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذننا, فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف"[3].
رأى التابعون رأي العين أن الناس ركبوا الصعب والذلول, فلم يقبلوا من كل أحد استأمنوا على الذهب والفضة وأتمنوا عليهما ولم يأتمنوا على [1] ابن جبر المكي المخزومي مولى السائب بن أبي السائب, ولد سنة إحدى وعشرين, اشتهر بالتفسير وعرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة, واشتهر بميله إلى النزعة العقلية في التفسير, وتوفي سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث ومائة. نظر ترجمته في طبقات ابن سعد ج5 ص343، تهذيب التهذيب ج10، 42 ميزان الاعتدال ج3، ص439، تذكرة الحفاظ ج1، ص92، طبقات الحفاظ ص35-36. [2] هو بشير "بصيغة التصغير" ابن كعب العدوي, ويقال: العامري أبو أيوب, روى عن شداد بن أوس وأبي ذر وأبي هريرة وروى عنه ابن برية وثابت البناني وقتادة وغيرهم, وهو ثقة عند سائرهم. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ج1، ص471-472, والكاشف ج1، ص160. [3] مسلم بشرح النووي ج1، ص81-82.
نام کتاب : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين نویسنده : أحمد محرم الشيخ ناجي جلد : 1 صفحه : 198