نام کتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 181
عزم على الرحلة فلا يترك أحدا من شيوخ بلده إلا ويكتب له ما تيسر وإن قل، ولذا قيل: "ضيع ورقة ولا تضيع شيخا"[1]. [1] التدريب ص170، 177.
الرحلة في سبيل العلم مدخل
...
"الرحلة في سبيل العلم":
لعل مما يتميز به أئمة العلم في الإسلام -ولا سيما أئمة الحديث- كثرة الارتحال وملازمة الأسفار, وقد جروا في ذلك على سنن بعض الصحابة والتابعين, فقد كان الواحد منهم يبلغه الحديث بطريق الثقات فلا يكتفي بهذا, بل يرحل الأيام والليالي حتى يأخذ الحديث عمن رواه بلا واسطة, وفي صحيح البخاري تعليقا قال: "ورحل جابر بن عبد الله الأنصاري مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد[1] وإليك القصة بتمامها.
روى الإمام البخاري في "الأدب المفرد" وأحمد وأبو يعلى في مسنديهما, والبيهقي في "المدخل" من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: "بلغني حديث رجل سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاشتريت بعيرا ثم شددت رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت الشام, فأتيت عبد الله بن أنيس فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب. فقال: ابن عبد الله؟ فقلت: نعم. فخرج فاعتنقني واعتنقته. فقلت: حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يحشر الله العباد أو قال الناس عراة غرلا [2] بهما". قلنا: ما بهما؟ قال: "ليس معهم شيء, ثم يناديهم ربهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الديان [1] عبد الله بن أنيس -بالتصغير- بن مسعود الجهني بضم الجيم وفتح الهاء, حليف الأنصار شهد العقبة مع السبعين من الأنصار, وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد, وبعثه رسول الله سرية وحده, وتوفي بالشام سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية فرضي الله عنه وأرضاه. [2] جمع أعزل وهو الذي لم تقطع قلفته، والقلفة: هي ما تقطع عند الختان.
نام کتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 181