نام کتاب : بحوث في تاريخ السنة المشرفة نویسنده : العمري، أكرم جلد : 1 صفحه : 140
وكان أئمة الحديث يسعون في ضبط وفيات الرواة ويسألون عنها كما يسألون عن الحديث وليس أدل على اهتمامهم مما أخبر به الحسن بن الربيع قال "قدمت بغداد فلما خرجت شيعني أصحاب الحديث فلا برزت إلى الخارج قالوا: توقف فإن أحمد بن حنبل يجيء فقعدت وأخرجت ألواحي فلما جاء أحمد قال لي: في أي سنة مات عبد الله بن المبارك؟ فقلت: سنة إحدى وثمانين.
فقيل له: ما تريد بهذا؟ فقال أريد الكذابين"[1].
ورغم أن الأهمية الأولى لضبط سني الوفيات هي في معرفة ما في سند الحديث من انقطاع أو عضل أو تدليس أو إرسال ظاهر أو خفي[2] إلا أن هناك فوائد أخرى من معرفة سني وفيات الرواة إذ تفيد في تمييز المؤتلف والمختلف والمتفق والمفترق من الأسماء والانتسابات، إذ يحدث التباس أحيانا في بعض الأسماء أو في النسبة مثال نسبة الحافظ إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وهي "جريري المذهب" فقد يلتبس الأمر فيظن أن هذه النسبة إلى محمد بن جرير الطبري مع أنها إلى حريز بن عثمان وقد حدث في النسبة تصحيف، وإنما أمكن معرفة ذلك لأن سنة وفاة إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني تجعله في طبقة شيوخ الطبري فلا يمكن أن ينتسب إليه3. وكذلك يحدث توهم أحيانا فيظن أن أحمد بن نصر الهمذاني هو أحمد بن نصر الداودي نفس، ويزول الوهم ويميز بين الاثنين عندما تعلم أن سنة وفاة الأول هي سبع عشرة وثلاثمائة والثاني توفي سنة اثنين وأربعمائة4.
فلأهمية سني الوفيات في نقد إسناد الحديث أولا وفي التمييز بين المؤتلف والمختلف والمتفق والمفترق اعتنى العلماء بضبطها، حتى خصصوا مصنفات كاملة لها، ومع شدة اعتنائهم بها فقد فاتهم ضبط وفيات الكثير من الصحاب والتابعين والأتباع فقد كان من الصعوبة حفظ هذه الوفيات في الفترة المبكرة لعدم تقييدها [1] ابن عساكر: تهذيب تاريخ ابن عساكر 1/ 26. وانظر السخاوي: الاعلان، 454. [2] السخاوي: الاعلان، 386.
3، 4 المصدر السابق، 392.
نام کتاب : بحوث في تاريخ السنة المشرفة نویسنده : العمري، أكرم جلد : 1 صفحه : 140