نام کتاب : منهج النقد في علوم الحديث نویسنده : عتر الحلبي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 339
حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل" متفق عليه[1].
والملال: فتور يعتري النفس من كثرة شيء، وهو محال في حقه تعالى؟!. ويجاب عن هذا من وجهين2:
الوجه الأول: أن "حتى" إن كانت بمعنى "إلى أن" فجوابه ما قال ابن فورك في كتابه القيم مشكل الحديث[3]: "أن يكون معناه أن الله سبحانه لا يغضب علكم ولا يقطع ثوابه حتى تتركوا العمل وتزهدوا في سؤاله والرغبة إليه. فسمى الفعل مللا تشبيها بالملل، وليس بملل على الحقيقة".
الوجه الثاني: قال القصري[4]: "وإن جعلتها بمعنى "كي" فبكون المعنى: لا يمل الله من العطاء ... على العبد كي يمل ويظهر عجزه حين أخذ مالا يطيق، وهذا بين في كلام العرب لا إشكال فيه".
ومن أمثلة ذلك أيضا: حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "أرسل ملك إلى موسى عليه السلام فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت! قال: فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه فقل له: يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة "قال أي رب ثم مه؟ " قال: "ثم الموت" قال: "فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر". متفق عليه[5]. [1] البخاري في اللباس: "الجلوس على الحصر": 7: 155. ومسلم في الصلاة: 2: 188-189.
وللحديث بقية اختصرناها.
2 إشار إليهما القصري في شرح مشكل الحديث ق36 آ-ب. [3] ص94. [4] في شرح مشكل الحديث: ق36آ. وقارن بتأويل مختلف الحديث: 349، والمعتصر: 264 ومشكل ابن فورك: 94. [5] البخاري في الجنائز: "من أحب أن يدفن في الأرض المقدسة": 2: 90. والأنبياء وفاة موسى": 4: 157 ومسلم واللفظ له: 7: 100.
نام کتاب : منهج النقد في علوم الحديث نویسنده : عتر الحلبي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 339