بموجب العادات، فإذا أخبره مخبر بأن الفرات تجري دارهم راضية، لا يجوز صدقه. ومن أخبر بنبات شجرة بين يديه، وحمل [4/ ب] ثمرة وإدراكها من ساعته، لا ينتظر ذلك ليأكل منها، وإذا أخبر بأن الأرض تنشق ويخرج منها فارس بسلاح يقتله، لا يهرب فزعًا من ذلك، فإذا حصل له العلم بذلك، كان عاقلا ولزمه التكليف.
وقال أبو الحسن التميمي عبد العزيز بن الحارث[1] من أصحابنا في "كتاب العقل": العقل ليس بجسم ولا صورة ولا جوهر، وإنما هو نور، فهو كالعلم"[2].
وقال أبو محمد البربهاري[3]: وليس العقل باكتساب، وإنما هو [1] هو عبد العزيز بن الحارث بن أسد، أبو الحسن التميمي، من أكابر علماء الحنابلة أصولا وفروعًا، متهم بالوضع، فقد وضع حديثًا أو حديثين في مسند الإمام أحمد، نسأل الله السلامة، ولد سنة: 317هـ، وتوفي سنة:371هـ.
انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة "2/ 139"، والمغني في الضعفاء للذهبي "2/ 396، 397"، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي "ص: 516"، وميزان الاعتدال للذهبي "2/ 624- 626"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "4/ 140"، وتنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة "1/ 80". [2] نقل أبو الخطاب في كتابه "التمهيد" "8/ أ" تعريف أبي الحسن هذا غير أنه لم يذكر فيه قوله: "ولا صورة" كما أنه لم يذكر قوله: "فهو كالعلم" مع أنه أتى بزيادة على ما ذكره القاضي وهي عبارة "في القلب" بعد قوله: "وإنما هو نور". أما "المسوّدة" فقد نقل فيها تعريف أبي الحسن التميمي كما هنا. [3] هو الحسن بن علي بن خلف أبو محمد البربهاري، شيخ الحنابلة في وقته، صحب جماعة من أصحاب الإمام أحمد، منهم المروزي وسهل التُّسْتُرِي. له مصنفات منها: شرح السنة. توفي في بغداد في رجب سنة: 329هـ.
انظر ترجمته في: شذرات الذهب "2/ 319"، وطبقات الحنابلة "2/ 18"، والمنتظم "6/ 323"، والنجوم الزاهرة "3/ 273".