غريزة، والحكمة فطنة، والعلم سماع، والرغبة في الدنيا هوى، والزهد فيها عفاف"[1].
ومعنى قوله: غريزة، أنه خلق الله تعالى ابتداءً، وليس باكتساب للعبد. خلافًا لما حكي عن بعض الفلاسفة: أنه اكتساب.
وقال قوم: هو عرض مخالف لسائر العلوم والأعراض.
وقال قوم: هو مادة وطبيعة.
وقال آخرون: هو جوهر بسيط.
وهذا فاسد؛ لأن الدليل دلَّ على أن الجواهر كلها من جنس واحد، خلافًا للمُلْحِدَةِ في قولهم: هي مختلفة؛ لأن معنى المثلين: ما سد أحدهما
= والحربي نسبة إلى محلة ببغداد، سميت بحربية، نسبة إلى حرب بن عبد الله صاحب حرس المنصور، وقد كان إبراهيم الحربي عالِمًا بالحديث والفقه، من أصحاب الإمام أحمد وممن نقل عنه كثيرًا من المسائل. ولد سنة: 198هـ، وتوفي ببغداد يوم الاثنين لتسع بقين من ذي الحجة سنة: 285هـ.
انظر ترجمته في: الأعلام "1/ 24"، والأنساب المتفقة لابن القيسراني "ص: 41"، البداية والنهاية "11/ 79"، وتاريخ بغداد "6/ 27"، وتذكرة الحفاظ "2/ 584"، وشذرات الذهب "2/ 190"، وفوات الوفيات "1/ 5"، ومرآن الجنان "2/ 209"، والنجوم الزاهرة "3/ 118". [1] كيف تصح نسبة هذا النقل إلى الإمام أحمد، مع أن في سنده -كما ترى- أبا الحسن التميمي، وهو وضَّاع، ومحمد بن أحمد بن مخزوم، وهو كذاب، ومن لا يتورع عن الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يتورع عن الكذب على غيره.
وقد نُقِل هذا القول منسوبًا إلى الإمام أحمد بالسند المذكور في "المسودة" "ص: 556"، كما نقله أبو الخطاب في كتابه "التمهيد" الورقة "8/ أ" عن إبراهيم الحربي عن أحمد بلفظ: "العقل غريزة وحكمة وفطنة".