نام کتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي نویسنده : الحجوي جلد : 1 صفحه : 264
ترجمة زيد بن حارثة الكلبيّ مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
وحِبُّه ووالد حِبِّه أسامة، كان وصيف خديجة زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فوهبته له, وجاء والده وعمه من بلدهما يطلبان فداءه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فخيَّره فاختار رسول الله دون أبويه، وهو أول من سبق للإسلام على ما قال الزهري وسيلمان بن يسار[1] وغيرهما، هاجر وشهد بدرًا، قال ابن عمر: ما كنا ندعوا زيدًا إلا زيد بن محمد, حتى نزل {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [2] رواه في الصحيح[3]، ولم يذكر أحد في القرآن باسمه من الصحابة سواه في قصة زينب بنت جحش التي كانت زوجته فطلقها, ثم تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما في سورة الأحزاب، وكان -صلى الله عليه وسلم- يؤمّره على الجيوش, وأمّره على جيش مؤته, وكان حعفر خليفته، ويا لها من منقبة، فقاتل حتى قتل قبل جعفر، قالت عائشة: ما بعث رسول الله سرية هو فيها إلا أمَّره عليها, ولو بقي لاستخلفه, وقال فيه: "أنت مولاي ومني وأحب الناس إلي" [4]. وفي البخاري: "إن كان لخليقًا للإمارة ومن أحب الناس إلي" [5]. ومن فقهه أن أحد اللصوص أكرى له بغلًا من الطائف, ثم مال به إلى شعب وأراد أن يقتله, فاستمهله أن يلصي فصلَّى ركعتين ودعى بقوله: يا أرحم الراحمين. فأرسل الله له من خلصه منه من الملائكة[6], [7]. [1] الزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب إمام الحفاظ، ت سنة 124هـ، انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" "9/ 445", وتذكر الحفاظ "1/ 102".
وسليمان بن يسار أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، ت سنة 108هـ, وقد ترجم لهما المؤلف في القسم الثاني. [2] الأحزاب: 5. [3] متفق عليه: البخاري في تفسير سورة الأحزاب "6/ 145"، ومسلم في فضائل زيد "7/ 131". [4] أخرجه أحمد من حديث أسامة "5/ 204"، وابن سعد, وقال ابن حجر: إسناده حسن، الإصابة "2/ 601"، وفي البخاري في الصلح "3/ 242"، عن البراء أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لزيد: "أنت أخونا ومولانا". [5] متفق عليه: البخاري "5/ 29"، ومسلم "7/ 131". [6] ذكرها ابن عبد البر بإسناده إلى الليث بن سعد. [7] زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم. الإصابة "2/ 598"، وفي الاستيعاب "2/ 542"، وأسد الغابة "2/ 224".
نام کتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي نویسنده : الحجوي جلد : 1 صفحه : 264