responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي نویسنده : الحجوي    جلد : 1  صفحه : 400
المائة الثانية الهجرية، مجمل التاريخ السياسي:
تقدَّم أن عمر بن عبد العزيز توفي على رأسها, وهو آخر خليفة وقع الإجماع على عدله، فتولى بعده يزيد بن عبد الملك، ثم الوليد بن يزيد، ثم يزيد بن الوليد، ثم مروان بن محمد، وهو آخرهم، قُتِلَ في ربيع سنة "132" اثنين وثلاثين ومائة, وبه ختمت دولة بني أمية في المشرق, وسبب سقوطهم شيعة بني هاشم التي كانت نارها لا تخمد ولا تنام عن ثأر علي والحسين وأبنائهما.
ثم بعدهم انتصبت الدولة العباسية، ووجدت الإسلام ممتد الأطراف من حدود الهند إلى حدود فرنسا في الأندلس، لكنهم لم يبقوا متمسِّكين بالبدواة بل دخلتهم الحضارة، وأسَّسوا بغداد دار ملكهم، فبلغت حضارة بغداد إلى درجة لا يتصورها إلّا من طالع ودقَّق أخبارهم, فتبع الفقه ذلك، واتسعت دائرة الخيال والجدل فيه، وكثرت النوازل أيضًا بزيادة الترف والمال وأنواع الرفه والملذات والمتاجر والمصانع.

تعريب كتب الفلسفة:
ثم إن المنصور العباسي عرَّب كتبًا كثيرة من كتب اليونان والروم وغيرهم، وسرت أفكارهم إلى أفكار علماء الإسلام, واطلع أهل الإسلام على كثير من أحوال الأمم الأخرى وقضاياهم وأحكامهم، فانسلخ الفقه عن حلة البداوة التي كان متحليًا بها إلى غيرها، إلّا ما كان من فقه مالك الذي قطن في أفريقية ولم تكن مهدًا لتلك العلوم, فإنه قد بقي متمسِّكًا ببدويته، بخلاف مذهب الحنفية, فإنه صار فقهًا معقولًا أكثر منه منقولًا، لكن لما انتقلت العاصمة إلى بغداد نقل بنوا العباس علماء جلة من الحجاز إلى العراق لنشر السنة، منهم ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد، وهشام بن عروة، ومحمد بن إسحاق صاحب المغازي، وغيرهم، فعند ذلك بدأ امتزاج مذهب العراق بمذهب الحجاز وتقاربا، ثم زاد التقارب برحلة أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف[1]، ومحمد بن الحسن إلى مالك والأخذ عنه، كما أن أفكار العراقيين انتقلت إلى الحجاز مع هؤلاء, وقبلهم أيضًا برجوع ربيعة بن أبي عبد الرحمن من العراق للمدينة, فزالت النفرة شيئًا ما.

[1] يعقوب بن إبراهيم.
نام کتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي نویسنده : الحجوي    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست