نام کتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي نویسنده : الحجوي جلد : 1 صفحه : 447
الموطأ، أما مالك فهو مجمع على إمامته ودينه وورعه ووقوفه مع السنة، مستغنٍ بشهرته عن التعريف، وقد أورد عياض في المدراك من ثناء الأئمة عليه علمًا ودينًا وعقلًا ورصانة وهدًى وورعًا وجلالة ومهابة ما فيه كفاية، وكذا السيوطي في تزيين الممالك بمناقب مالك.
وقال فيه تلميذه الشافعي: مالك حجة الله على خلقه، وقال ابن مهدي[1]: ما رأيت أحدًا أتمَّ عقلًا ولا أشد تقوى من مالك, وقال: ما بقي على وجه الارض آمن على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مالك، وقال الإمام البخاري: أصح الأسانيد مالك عن أبي الزناد[2] عن الأعرج[3] عن أبي هريرة. وقال أبو داود: أصح الأسانيد مالك عن نافع[4] عن ابن عمر, ثم مالك عن الزهري عن سالم[5] عن أبيه, ثم مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. لم يذكر أحدًا غير مالك، وقد أجمع أشياخه وأقرانه فمن بعدهم على أنه إمام في الحديث موثوق بصدق روايته، طبقت مناقبه وفضائله الآفاق.
وقال ابن وهب[6]: سمعت مناديًا ينادي بالمدينة ألَّا لا يفتي إلّا مالك، وابن أبي ذئب[7].
وكان مهاب الجانب, يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, وإذا أمر بتأديب أحد امتثل أمره كانه أمير، ولذلك امتحن سنة 147 في قوله بعدم لزوم طلاق المكره, وضُرِبَ بالسياط وانفكّت ذراعه وبقي مريضًا بسلس البول إلى وفاته، وهي مسألة سياسية لأنها راجعة إلى أيمان البيعة التي أحدثوها, وكانوا يكرهون الناس على الحلف بالطلاق عند البيعة, فرأوا أن فتوى مالك تنقض البيعة وتهون الثورة عليهم، وقال ابن يونس[8]: سأل ابن القاسم مالكًا عن البغاة: أيجوز قتالهم؟ فقال: إن خرجوا على مثل عمر بن عبد العزيز, فقال: فإن لم يكن مثله؟ [1] عبد الرحمن. [2] عبد الله بن ذكوان. [3] عبد الرحمن بن هرمز. [4] مولى ابن عمر أبو عبد الله المدني، تهذيب التهذيب "10/ 412". [5] ابن عبد الله بن عمر. [6] اسمه عبد الله. [7] هو محمد بن عبد الرحمن، تهذيب التهذيب "9/ 303". [8] لعله أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي، تهذيب التهذيب "1/ 50".
نام کتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي نویسنده : الحجوي جلد : 1 صفحه : 447