نام کتاب : القطعية من الأدلة الأربعة نویسنده : دكوري، محمد جلد : 1 صفحه : 138
يكن فيه أدنى تردد، ومن ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصروا الغنم، فمن ابتاعها فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها، إن شاء أمسكها، وإن سخطها ردها وصاعا من تمر" [1]، فهذا قطعي في دلالته على رد الصاع من الطعام مع الشاة المصراة إذا سخطها المشتري، لكن الحنفية يردون الحديث من جهة عدم ثبوته عندهم لمعارضته لقياس الأصول فلا يثبت[2]، فالرد لعدم الثبوت لا لعدم الدلالة.
الرتبة الثالثة: عدم قطعية الدليل من الجهتين ويكون فيها الدليل غير قطعي لا ثبوتا ولا دلالة، وهذا الدليل خارج من حدود هذا البحث لعدم قطعيته مطلقا، ومنه أن يكون الدليل خبر واحد غير قطعي ولا يكون نصا في الحكم، ويمكن أن يمثل للدليل في هذه الرتبة بما رواه عبادة بن الصامت[3] رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" [4]، فالحديث غير [1] رواه البخاري ومسلم. انظر الصحيح مع فتح الباري4/361 وصحيح مسلم 3/1155. [2] انظر أصول السرخسي1/341-342، وجمهور العلماء على العمل بهذا الحديث الثابت، وأنه أصل في ذاته. [3] هو عبادة بن الصامت بن قيس أبو الوليد الأنصاري الخزرجي، أحد النقباء في بيعة العقبة، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد، توفي سنة (34) هـ وقيل عاش إلى خلافة معاوية. انظرالإصابة4/27-28. [4] أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه. انظر سنن أبي داود مع عون المعبود3/42 وسنن الترمذي مع تحفة الأحوذي2/59 وسنن ابن ماجه1/79. وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه1/140، وانظر صحيح سنن الترمذي1/79. وعليه العمل عند جمهور العلماء.
نام کتاب : القطعية من الأدلة الأربعة نویسنده : دكوري، محمد جلد : 1 صفحه : 138