نام کتاب : اللمع في أصول الفقه نویسنده : الشيرازي، أبو إسحاق جلد : 1 صفحه : 8
لا إرادة للجدار وقال تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [1]ونحن نعلم ضرورة أن القرية لا تخاطب فدل على أنه مجاز.
فأما الحقيقة فهي الأصل وحدُّها: كل لفظ يستعمل فيما وضع له من غير نقل وقيل ما استعمل فيما اصطلح على التخاطب به، وقد يكون للحقيقة مجاز كالبحر حقيقة للماء المجتمع الكثير ومجاز في الفرس الجواد والرجل العالم فإذا ورد اللفظ حمل على الحقيقة بإطلاقه ولا يحمل على المجاز إلا بدليل وقد لا يكون له مجاز وهو أكثر اللغات فيحمل على ما وضع له.
وأما المجاز فحدُّه ما نقل عما وضع له وقلَّ التخاطب به وقد يكون ذلك بزيادة ونقصان وتقديم وتأخير واستعارة فالزيادة كقوله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [2].والمعنى ليس مثله شيء والكاف زائدة والنقصان كقوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} والمراد أهل القرية فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه والتقديم والتأخير كقوله عز وجل: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} [3]. والمراد أخرج المرعى أحوى فجعله غثاء فقدم وأخر والاستعارة كقوله تعالى {جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [4] فاستعار فيه لفظ الإرادة وما من مجاز إلا وله حقيقة لأنا قد بينا أن المجاز ما نقل عما وضع له وما وضع له هو الحقيقة.
فصل:
ويعرف المجاز من الحقيقة بوجوه من أن يصرحوا بأنه مجاز وقد بين أهل اللغة ذلك وصنف أبو عبيدة كتاب المجاز في القرآن وبين جميع ما فيه من المجاز، ومنها أن يستعمل اللفظ فيما لا يسبق إلى الفهم عند سماعه كقولهم في البليد حمار والأبله تيس ومنها أن يوصف الشيء ويسمى بما يستحيل وجوده كقوله {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [5] ومنها أن لا يجري ولا يطرد كقولهم في الرجل [1] سورة يوسف جزء من الآية: 82. [2] سورة الشورى جزء من الآية: 11. [3] سورة الأعلى الآية: 4, 5. [4] سورة الكهف الآية: 77. [5] سورة يوسف الآية: 82.
نام کتاب : اللمع في أصول الفقه نویسنده : الشيرازي، أبو إسحاق جلد : 1 صفحه : 8