- كرم الله وجهه - الزناديق في الأخاديد، ونفي عمر رضي الله عنه نصر بن حجاج[1] لكفى ذلك.
ومنها: إنهم أوجبوا التسعير بوضع حد أعلى للبيع إذا كان الناس في حاجة إلى المبيع ويلحقهم الحرج بعدم بيعه، وهذا مخالف لعموم ما أخرجه أبو داود وغيره من حديث العلاء بن عبد الرحمن[2].
عن أبي هريرة[3] رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله سعر لنا، فقال: بل ادعوا الله، ثم جاء رجل فقال: يا رسول الله سعر لنا، فقال: بل الله يرفع ويخفض، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد عندي مظلمة" [4].
فقالوا: إنه محمول على قضية خاصة معينة، وليس فيها أن أحداً امتنع من بيع ما الناس في حاجة إليه"[5].
ونقل ابن القيم عن شيخه أنه قال: إذا امتنع الناس من بيع ما يجب عليهم [1] انظر: إعلام الموقعين 4/460-461.
ونصر هو: ابن الحجاج بن علاط بكسر العين وتخفيف اللام، السملي شاعر أهل المدينة كان جميلاً، نفاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن حلق شعره إلى البصرة لما سمع امرأة بالليل تذكره في أبيات منها:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها؟ ... أم من سبيل إلى نصر بن حجاج؟
وذكر أنه جرت له قصة مع امرأة أخرى بالبصرة، فنفاه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه إلى فارس، وأعجبت به دهقانة، فجز شعره وشمرت ثيابه وألزم المسجد، وبعد قتل عمر عاد إلى المدينة.
انظر: الأعلام للزركلي 8/339. [2] هو: العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أبو شبل المدني مولى الحرقة روى عن أبيه عبد الرحمن وأنس وطائفة، قال أبو حاتم، ما أنكر من حديثه شيء توفي سنة 138هـ.
انظر: شذرات الذهب 1/27. [3] هو: عبد الرحمن بن صخر على الأشهر، الدوسي الحافظ اليماني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم على النبي مهاجراً ليالي فتح خيبر، وكان من أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظاً لحديثه، روى عنه أبو مسلم الأغر وسعيد بن المسيب وحفص بن عاصم وغيرهم، قال البخاري روى عنه ثمانمائة نفس أو أكثر، توفي سنة 57 أو 59هـ.
انظر مآثره في: تذكرة الحفاظ 1/32 فما بعدها. [4] أخرجه أبو داود 2/244. [5] انظر: الطرق الحكمية ص 302-303.