بإطلاقه قبيح، وأنا أجل منزلته عن مثل هذا القول، وليس يدري ثبوته منه"[1]. وشاهدنا منه استقباحه لهذا الفعل، وإنكاره على صاحبه.
ونقل صاحب التيسير عن أبي حنيفة -رحمه الله- أنه قال: "من أنكر المسح على الخفين يخاف عليه الكفر، فإنه ورد فيه من الأخبار ما يشبه التواتر"[2]. ومعلوم أن حديث المسح على الخفين عند جمهور الأصوليين أنه من أحاديث الآحاد.
وذكر ابن عبد البر أن كثيراً من أهل الحديث استجازوا الطعن على أبي حنيفة -رحمه الله- برده كثيراً من أخبار الآحاد العدول[3].
أما عدم تفسيقه وتبديعه فلأن من ردّ خبر الآحاد إنما ردّه لعذر قام عنده كاعتقاد غلط الراوي، أو كذبه، أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول مثل هذا. [1] شرح المنار مع حواشيه لابن مالك ص: 623، طبعة دار سعادة. [2] تيسير تحرير الكمال لمحمّد أمير. أمير باد شاه على التحرير لابن همام الدين3/38. مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر. سنة: 1350هـ. [3] انظر: الانتقاء لابن عبد البر ص: 149، مكتبة القدسي. القاهرة. سنة: 1350هـ.