وأما حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما-،فيجاب عنه بأن المحدثين ضعفوه "لضعف في بعض رواته، واختلاف في بعض إسناده، وعلى تقرير ثبوته، فالمثبت مقدّم على النافي"[1]،ويدل على ذلك ما رواه مالك عن أبي سلمة بن عبد الرحمن "أن أبا هريرة قرأ لهم: إذا السماء انشقت، فسجد فيها، فلمّا انصرف أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها"[2]،وفي لفظ عند البخاري "لو لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يسجد لم أسجد"[3].
ويجاب عن إنكار أبي سلمة وأبي رافع السجود على أبي هريرة بأنهما لم ينازعاه بعد أن أعلمهما بالسنة في هذه المسألة.
قال ابن عبد البر: "أي عمل يدعى مع مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم،والخلفاء الراشدين بعد"[4].
وأما ما استدلوا به من قول مالك[5] -رحمه الله- الأمر عندنا أن [1] الزرقاني على الموطّأ2/197. [2] الموطّأ مع تنوير الحوالك1/162. [3] صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري2/556، صحيح مسلم مع شرح النووي له5/76-77. [4] فتح الباري شرح صحيح البخاري2/556، وانظر تفاصيل ما قبله فيه. [5] الموطّأ مع تنوير الحوالك1/167.