responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حجة الله البالغة نویسنده : الدهلوي، شاه ولي الله    جلد : 1  صفحه : 116
الْمَرْء وشقاوته وَصِحَّته وسقمه، وَأَن لَهَا نفوساً مُجَرّدَة عَاقِلَة تبعثها على الْحَرَكَة، وَلَا تغفل عَن عبادها، فبنوا هيا كل على أسمائها وعبدوها
وَالْمُشْرِكُونَ وافقوا الْمُسلمين فِي تَدْبِير الْأُمُور الْعِظَام، وَفِيمَا أبرم وَجزم، وَلم يتْرك لغيره خيرة، وَلم يوافقوهم فِي سَائِر الْأُمُور، ذَهَبُوا إِلَى أَن الصَّالِحين من قبلهم عبدُوا الله وتقربوا إِلَيْهِ فَأَعْطَاهُمْ الله الألوهية، فاستحقوا الْعِبَادَة من سَائِر خلق الله، كَمَا أَن ملك الْمُلُوك يَخْدمه عَبده، فَيحسن خدمته، فيعطيه خلعة الْملك، ويفوض إِلَيْهِ تَدْبِير بلد من بِلَاده، فَيسْتَحق السّمع وَالطَّاعَة من أهل ذَلِك الْبَلَد، وَقَالُوا: لَا تقبل عبَادَة الله إِلَّا مَضْمُومَة بعبادتهم بل الْحق فِي غَايَة التعالي، فَلَا تفِيد عِبَادَته تقربا مِنْهُ، بل لَا بُد من عبَادَة هَؤُلَاءِ ليقربوا إِلَى الله زلفى، وَقَالُوا هَؤُلَاءِ يسمعُونَ، ويبصرون، ويشفعون لعبادهم، ويدبرون أُمُورهم، وينصرونهم، فنحتوا على أسمائهم أحجارا، وجعلوها قبْلَة عِنْد توجههم إِلَى هَؤُلَاءِ، فخلف من بعدهمْ خلف، فَلم يفطنوا للْفرق بَين الْأَصْنَام وَبَين من هِيَ على صورته، فظنوها معبودات بِأَعْيَانِهَا، وَلذَلِك رد الله تَعَالَى عَلَيْهِم تَارَة بالتنبيه على أَن الحكم وَالْملك لَهُ خَاصَّة، وَتارَة بِبَيَان أَنَّهَا جمادات.
{ألهم أرجل يَمْشُونَ بهَا أم لَهُم أيد يبطشون بهَا أم لَهُم أعين يبصرون بهَا أم لَهُم آذان يسمعُونَ بهَا} .
وَالنَّصَارَى ذَهَبُوا إِلَى أَن للمسيح عَلَيْهِ السَّلَام قربا من الله، علوا على الْخلق، فَلَا يَنْبَغِي أَن يُسمى عبدا، فيسوى بِغَيْرِهِ، لِأَن هَذَا سوء أدب مَعَه واهمال لقُرْبه من الله، ثمَّ مَال بَعضهم عِنْد التَّعْبِير عَن تِلْكَ الخصوصية إِلَى تَسْمِيَته ابْن الله نظرا إِلَى أَن الْأَب يرحم الابْن، ويربيه على عَيْنَيْهِ، وَهُوَ
فَوق العبيد؛ فَهَذَا الِاسْم أولى بِهِ وَبَعْضهمْ إِلَى تَسْمِيَته بِاللَّه نظرا إِلَى أَن الْوَاجِب حل فِيهِ، وَصَارَ دَاخله، وَلِهَذَا يصدر مِنْهُ آثَار لم تعهد من الْبشر، مثل إحْيَاء الْأَمْوَات، وَخلق الطين، فَكَلَامه كَلَام الله، وعبادته هِيَ عبَادَة الله، فخلف بعدهمْ خلف لم يفطنوا لوجه التَّسْمِيَة، وكادوا يجْعَلُونَ النُّبُوَّة حَقِيقِيَّة، أَو يَزْعمُونَ أَنه الْوَاجِب من جَمِيع الْوُجُوه، وَلذَلِك رد الله تَعَالَى عَلَيْهِم تَارَة. بِأَنَّهُ لَا صَاحِبَة لَهُ وَتارَة بِأَنَّهُ بديع السَّمَوَات وَالْأَرْض.
{إِنَّمَا أمره إِذا أَرَادَ شَيْئا أَن يَقُول لَهُ كن فَيكون} .
وَهَذِه الفرف الثَّلَاث لَهُم دعاوى عريضة وخرافات كَثِيرَة لَا تخفى على المتتبع، وَعَن هَاتين المرتبتين بحث الْقُرْآن الْعَظِيم، ورد على الْكَافرين شبهتهم ردا مشبعا.

نام کتاب : حجة الله البالغة نویسنده : الدهلوي، شاه ولي الله    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست