نام کتاب : فقه النوازل نویسنده : بكر أبو زيد جلد : 1 صفحه : 135
يتمجَّس منهم أحد قبله قالوا: سَمَّى ابنته دُخْتِنُوس باسم ابنة كِسْرَى،
وتَزَوَّجَها؛ فعُير بذلك. فقال: أو ليست لي حلالاً في ديني؟ ثم ندم على
ذلك وأنْشَأ يقول:
لَحا الله دِينَك من أَغْلَفٍ ... يُحلُّ البَنَاتِ لَنا والخَوَاتِ
أَحَشْتُ على أسْرَتي سَوْءَةً ... وطَوَّقْتُ جِيليَ بالمُخْزِيَاتِ
وأَبْقَيْتُ في عَقِبي سُبَّةً ... مَشَاتِمَ يَحْيَيْنَ بعد المَمَاتِ
وروى عن أبي عمرو بن العلاء أن نَسْراً كان صنماً لبعض حِمْيَر،
وكانوا فيما يزعمون مجوساً. وهم الذين [ذُكِروا] في كتاب الله عز وجل:
{وَجَدْتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} . ويقال: إن بقايا
المجوس الذين كانوا باليمن والبحرين منهم.
ونقول: إن الأعمال التي هي في شريعة الإسلام قد كان مثلها في
اليهود والنصارى، ولكن لم يكونوا يُسَمُّونها بهذه الأسماء، لأن شرائعهم لم
تكن بلسان العرب فلما جاء الله بالإسلام وبيَّن هذه الأسماء اقْتدَوا بأهل
الإسلام، وصاروا عيالاً عليهم فيها، وقد عرفيا فضيلة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن
كانوا كاتِمين لما كانوا قد عرفوه، كافرين بنعمة الله عليهم حسداً وعناداً.
هذا مع قبولهم وقبول سائر الأمم معهم آيات مُحْكَمَاتٍ وكلمات [61]
بَيِّنَات أتى بها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الشريعة لم تعرفها الأمم. فلمَّا وردت
عليهم قبلوها قبولاً اضطرارياً مع إنكارهم نبَّوته عليه السلام، فجبلهم الله
على المعرفة بأحكامها، وصرف قلوبهم إلى قبولها والاقتداء بها والإقرار
بفضلها.
فأول ذلك كلمة الإخلاص، وهو قول: " لا إله إلا الله "، هذه كلمة
جعلها مركزاً لدين الإسلام وقطْباً له ولم تكن الأمم السالفة تقولها على هذا
نام کتاب : فقه النوازل نویسنده : بكر أبو زيد جلد : 1 صفحه : 135