نام کتاب : فقه النوازل نویسنده : بكر أبو زيد جلد : 1 صفحه : 137
هذا إلى كلمات غيرها، مثل قوله: {الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} . وقد
كان فيما قد تَقدَّم من الكتب المُنَزَّلة تحْميد وتمجيد، ولكن لم يكن على
هذا الاختصار بهذا اللفظ، ولم يُدَوَّن هذا التدوين، وقوله: {لا حول ولا
قُوَّة إلا بالله العلي العظيم} . وقوله: {تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ} . وقوله: {السلام
عليكم} . لم تكن هذه التحيَّة للأمم الماضية، وهي تحية أهل الجنّة قال
الله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} . وروى عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:
" أُعْطِيت أمَّتي ثلاث خِصال لم يُعْطها أحد قبلهم، صُفُوف الصلاة، وتحيَّة
أهل الجنَّة، وآمين، إلا ما كان من موسى وهارون، فقد روى أن موسى
كان يدعو وهارون يُؤمِّن ". وقوله: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} . وقوله: {ما
شَاءَ الله كان} .
قال أبو عبيدة: حدَّثنا مَرْوان بن مُعاوية عن سُفْيان بن زياد، قال:
سمعت [63] سعيد بن جبير يقول: ما أعطى {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}
و {مَا شَاءَ الله كان} إلا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولو أوتيه أحد لأوتيه يعقوب حين
يقول: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}
فهذه الكلمة كلُّها ظهرت في الإسلام على لسان محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلسان
عربيٍّ، ولم تكن لسائر الأمم على هذا النظم العجيب والاختصار الحسن.
فلما وردت عليهم اضطرُّوا إلى قبولها وتدوينها، والإقرار بفضلهم، ولفظوا
بها عند وجوب الشكر، وطلب الصبر، وفي وقت الاتِّكال والتسليم لأمر الله
عز وجل، وعند فاتحة كلامهم وخاتمته، وعند كلِّ حادِث نِعْمة، أو نازِل
مُلمة. وإن كان الأنبياء الماضون صلوات الله عليهم أجمعين ومن دَرَج من
الصالحين عرفوا معانيها، فإنهم لم يرْسموها لأممهم على هذا الرَّسْم على
هذا الكمال والإحكام. وادَّخَرَها الله عز وجل لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تفضيلاً له
نام کتاب : فقه النوازل نویسنده : بكر أبو زيد جلد : 1 صفحه : 137