نام کتاب : فقه النوازل نویسنده : بكر أبو زيد جلد : 1 صفحه : 138
وتشريفاً لمنزلته ورفعة لدرجته، وأبرزَها على لسانه، فَنَطَقَ بها باللسان
العربي المُبين، وأحْكَمَهَا في كتابه، وجَعَلَها فَضَائِلَ له وَمَناقب لأمته،
وألْهَمَ جميع الأمم الاقتداء به واتِّباعه عليه) . اهـ.
وللرافعي في كتابه: " تاريخ الآداب ... " بحث نفيس عن
المصطلحات في الجزء الأول منه.
هذا هو مجمل الأسباب الإسلامية في عصر النبوة، وفي عصر الخلفاء
الراشدين التزام الأثر الشريف، والحفاوة بمنهجه المنيف.
فاللبنات الأساس، والمحاور التقعيدية للتعاريف والاصطلاحات من
حيث المقاصد كامنة في دور التشريع إلا أنه لصفاء أذهان الصحابة رضي
الله عنهم، وثاقب فهمهم وسلامة لغتهم، وسرعة طاعتهم وانقيادهم للخير،
ومتابعتهم لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما كانوا يحتاجون إلى الاستفصال في كثير من مواطن
الإجمال، فلما شرع الله الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة و (الصلاة)
عندهم الدعاء، عرفوا المراد من التشريع بسماع التنزيل، ومشاهدة التطبيق
من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لها بأعدادها وأقوالها وأفعالها، وتروكها فعرفوا الواجب من
المسنون، والمحرم من المكروه، وهكذا في وقائع التشريع ولغته.
ثم بعد انتقال العلم إلى الأمصار، وكثرة الداخلين في دين الإسلام
على اختلاف الأجناس واللغات والبلدان أخذ حفاظ الشريعة يقربونها
للناس، ويجمعون متفرق الأحكام في قواعد كلية، وتعريفات جامعة
مانعة، فبدأت الصيغ العلمية للتعاريف مستوحاة من نور التشريع جارية
على قواعد اللغة وسننها، وهم على اختلاف تعاريفهم لا تجدهم يختلفون
في قاعدة التعريف ومحوره، وإنما من حيث بعض التعريفات، ودخولها في
مشمول المعرف من عدمه، وبجانب هذا أخذوا أيضاً في قسمة هذه
نام کتاب : فقه النوازل نویسنده : بكر أبو زيد جلد : 1 صفحه : 138