responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحكام عصاة المؤمنين نویسنده : مروان كجك    جلد : 1  صفحه : 82
قلت: ثم إنه في اللغة يكون موضوعا للقدر المشترك, ثم يغلب عرف الاستعمال على استعماله: في هذا تارة, وفي هذا تارة, فيبقى دالا بعرف الاستعمال على ما به الاشتراك والامتياز. وقد يكون قرينه, مثل لام التعريف, أو الاضافة, تكون هي الدالة على ما به من الامتياز.
مثل ذلك: "اسم الجنس" إذا غلب في العرف على بعض أنواعه كلفظ الدابة, إذا غلب على الفرس, قد نطلقه على الفرس باعتبار القدر المشترك بينها وبين سائر الدواب, فيكون متواطئا. وقد نطلقه باعتبار خصوصية الفرس, فيكون مشتركا بين خصوص الفرس وعموم سائر الدواب, ويصير استعماله في الفرس: تارة بطريق التواطؤ, وتارة بطريق الاشتراك. وهكذا اسم الجنس إذا غلب على بعض الأشخاص وصار علما بالغلبة: مثل ابن عمر, والنجم, فقد نطلقه عليه باعتبار القدر المشترك بينه وبين سائر النجوم وسائر بني عمر. فيكون إطلاقه عليه بطريق التواطؤ, وقد نطلقه عليه باعتبار ما به يمتاز عن غيره من النجوم, ومن بني عمر. فيكون بطريق الاشتراك بين هذا المعنى الشخصي وبين المعنى النوعي. وهكذا كل اسم عام غلب على بعض أفراده, يصح استعماله في ذلك الفرد بالوضع الأول العام, فيكون بطريق التواطؤ, بالوضع الثاني, فيصير بطريق الاشتراك.
ولفظ "النفاق" من هذا الباب, فإنه في الشرع إظهار الدين وإبطان خلافه, وهذا المعنى الشرعي أخص من مسمى النفاق في اللغة, فإنه في اللغة أعم من إظهار الدين.
ثم إبطان ما يخالف الدين, إما أن يكون كفرا أو فسقا. فإذا أظهر أنه مؤمن وأبطن التكذيب, فهذا هو النفاق الأكبر الذي أوعد صاحبه بأنه في الدرك الأسفل من النار, وإن أظهر أنه صادق أو موف, أو أمين, وأبطن الكذب والغدر والخيانة ونحو ذلك, فهذا النفاق الأصغر الذي يكون صاحبه فاسقا.

نام کتاب : أحكام عصاة المؤمنين نویسنده : مروان كجك    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست