نصرانياً” [1] ... ”[2].
وقال في موضع آخر: “وأما عرض الأديان وقت الموت فيبتلى به بعض الناس دون بعض ... ” [3].
وذكر ابن حجر أن الأكثر والأغلب في سوء الخاتمة أنه لا يقع إلا لمن في طويته فساد أو ارتياب، ويكثر وقوعه للمصرّ على الكبائر والمجترئ على العظائم، إذ يهجم عليه الموت بغته فيصطلمه[4] الشيطان عند تلك الصدمة، فيكون ذلك سبباً لسوء خاتمته[5].
ويدل على حضور الشيطان عند المحتضر قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ. وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [6]، فالمعنى: أعوذ بك أن يحضرني الشيطان في أمرٍ من أموري كائناً ما كان، سواء كان ذلك وقت تلاوة القرآن، أو عند حضور الموت، أو غير ذلك من جميع الشؤون في جميع الأوقات[7].
وتحدث أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مفلح المقدسي عن حضور الشيطان عند المحتضر تحت عنوان (الفصل الثاني والعشرون في اجتهاد الشيطان على المؤمن عند الموت) ، واستشهد بما رواه النسائي وأبو داود بسنديهما عن أبي اليسر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ”اللهم إني أعوذ بك من التردّي، [1] رواه الترمذي في سننه، كتاب الحج، باب ما جاء في التغليظ في ترك الحج ح812، وقال عنه الألباني: (ضعيف) ، انظر ضعيف سنن الترمذي ص88. [2] مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 4/255، 256. [3] المصدر السابق 14/202. [4] الاصطلام: الاستئصال والهلاك والقطع، انظر لسان العرب 2/469. [5] انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري 11/489، 490. [6] سورة (المؤمنون) ، الآيتان 97 وَ 98. [7] انظر أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 5/819.