جرى على النطق بالشهادتين شرعاً”[1].
وقد روى ابن ماجة بسنده عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من نفس تموت وهي تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، يرجع ذلك إلى قلب مؤمن إلا غفر الله لها” [2].
ويشهد له ما رواه الإمام أحمد بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، صادقاً من قلبه دخل الجنة” [3].
وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد، غير شاك فيهما إلا دخل الجنة” [4].
فدلت هذه النصوص على أن تلقين المحتضر: لا إله إلا الله، ونطقه بها متضمن لإيمانه بأن محمداً رسول الله.
قال ابن القيم: “لشهادة أن لا إله إلا الله عند الموت تأثير عظيم في تكفير السيئات وإحباطها؛ لأنها شهادة من عبد موقن بها، عارف بمضمونها، قد ماتت منه الشهوات، ولانت نفسه المتمردة، وانقادت بعد إبائها واستعصائها، وأقلبت بعد إعراضها، وذلت بعد عزّها، وخرج منها حرصها على الدنيا وفضولها، [1] فتح الباري شرح صحيح البخاري 3/110 وانظر 7/196. [2] رواه ابن ماجه في سننه، كتاب الأدب، باب فضل لا إله إلا الله ح3796 وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 2/318 ح3063، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 5/347 ح2278. [3] رواه الإمام أحمد في مسنده 5/229 وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة
5/348 تحت حديث رقم 2278. [4] رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً ح27.