وغَمَره الماء يَغْمُرُهُ غَمْراً واغتمره: علاه وغطاه، ومنه قيل للرجل: غَمَرَه القوم يَغْمُرونه إذا علوه شرفاً، وجيش يغتمر كل شيء: يغطيه ويستغرقه[1].
قال الطبري ت310?: “والغمرات جمع غمرة، وغمرة كل شيء كثرته ومعظمه، وأصله الشيء الذي يغمر الأشياء، فيغطيها”[2].
وغمرات الموت سكراته التي تغمر المحتضر، أي تغطي عقله وتستره، فيصاب بالغمرة والإغماء[3]. [1] انظر لسان العرب [2]/1013، 1014. [2] جامع البيان في تفسير القرآن 7/182، 183. [3] انظر النهاية في غريب الحديث والأثر ص678.
المطلب الثاني:
الأدلة من الكتاب والسنة على سكرات الموت
أولا: الأدلة من كتاب الله تعالى:
ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، القرآن العظيم، سكرات الموت وشدائده في أكثر من آية، منها:
1- قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} [1].
قال الطبري في تفسير هذه الآية: “يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولو ترى يا محمد حين يغمر الموت بسكراته هؤلاء الظالمين ... ، فتعاينهم وقد غشيتهم سكرات الموت، ونزل بهم أمر الله، وحان فناء آجالهم ... ، والغمرات جمع غمرة، وغمرة كل شيء كثرته ومعظمه”[2]، ثم روى عن ابن عباس في قوله [1] سورة الأنعام، الآية 93 [2] جامع البيان في تفسير القرآن 7/182.