قريش وجميع العرب تعظمها، وبها كانت العرب تسمى زيد اللات وتيم اللات، وفيها يقول الشاعر:
فإني وتركي وصل كأس كالذي ... تبرأ من لات، وكان يدينها
فلم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة ابن شعبة فهدمها وحرقها [1]، وكان ذلك سنة تسع من الهجرة لما افتتحت الطائف[2].
أما العزى: فكانت لأهل مكة قريباً من عرفات، وكانت هناك شجرة يذبحون عندها ويدعون.
وهي أحدث من اللات ومناة، وكانت أعظم الأصنام عند قريش، وقد حمت لها شعباً من وادي حراض[3]، يقال له سقام يضاهون به حرم الكعبة.
ولها منحر ينحر فيه هداياها، يقال له الغبغب[4]، فكانوا يقسمون لحوم هداياهم فيمن حضرها وكان عندها.
وكان سدنتها بنو شيبان بن جابر بن مرة حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه عقب فتح مكة فأزالها، وقسم النبي صلى الله عليه وسلم مالها وخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها فيئست العزى أن تعبد[5]. [1] الأصنام لابن الكلبي (16-17) ، وانظر: تفسير ابن كثير (4/253) ، والسيرة النبوية لابن هشام (1/85) . [2] السيرة النبوية لابن كثير (4/61) . [3] وهو وادٍ قرب مكة، انظر: معجم ما استعجم للبكري (2/433) . [4] انظر: معجم البلدان لياقوت (4/185) . [5] الأصنام لابن الكلبي (17-20) ، والسيرة لابن هشام (1/83-84) ، والبداية والنهاية لابن كثير (4/314-315) ، وتفسير القرطبي (17-99-100) .