نام کتاب : الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم جلد : 1 صفحه : 79
ريب أنَّ هذا دالٌ على أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم تفارقه روحه، وقد تكلف السيوطي من القائلين بحياة الأنبياء عليهم السلام إلى تأويل هذا الرد وهو قوله: "إلا رد الله علي روحي" بما هو مردودٌ[1]، وقد حقق ابنُ القيم أنَّ للأرواح بعد مفارقتها الأبدان اتصالٌ[2] بالأبدان بسببه يعرف الميت زائره كما ثبتت به الأحاديث في كلِّ مؤمن، وبسببه يرد السلام على من يسلم عليه وهو مع ذلك ميت مفارق لروحه[3] وقد نقلنا كلامه في "جمع الشتيت"[4] وبسطناه في "أوائل التنوير شرح الجامع الصغير" في حديث الإسراء.
وأما قوله: "يأكلون، ويشربون، ويصلون، ويحجون، بل وينكحون" فلم يأت خبر بهذه من الأخبار التي ادعاها[5]، ولا رأينا ما يدل عليها إلا ماورد عن ابن عباس أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بقبر موسى عليه السلام وهو قائم يصلي فيه[6].
وأخرج أبو يعلى في مسنده والبيهقي في كتاب حياة الأنبياء عن أنس أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الأنبياء أحياءٌ في قبورهم [1] انظر: إنباه الأذكياء في حياة الأنبياء عليهم السلام (ص:255، 256) ضمن مجموع الرسائل التسع. [2] كذا في الأصل، والصواب: اتصالاً. [3] انظر: الروح لابن القيم (ص:84 وما بعدها) . [4] انظر: جمع الشتيت (ص:163 وما بعدها) . [5] في (أ) : "ادعها". [6] أخرجه مسلم (4/1845) من حديث أنس رضي الله عنه.
نام کتاب : الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم جلد : 1 صفحه : 79