الشعوب كلها واحدة، فوجود مثل هذا يدل على كذبهم في ادعاء أن هذه الأحكام صادرة من الكواكب، أو هي دالة عليها، فنجد أن مذهب أهل الهند أن السعود من الكواكب ثلاثة هي: المشتري، والزهرة، والقمر، والنحوس منها ثلاثة هي: زحل، والمريخ، والشمس، والمنقلب واحد: وهو عطارد، وسُمي بذلك لأن أحواله تنقلب فيكون سعداً مع السعد، ونحساً مع النحس[1].
ومذهب البلخي: أن السعود من الكواكب أربعة: المشتري، والزهرة، والشمس، والقمر، والنحوس منها اثنان: زحل، والمريخ، والمنقلب: عطارد[2].
ومنهم من يقول: إن القمر سعد إذا زاد نوره ونحس إذا نقص نوره.
ومنهم من يقول: إنه في العشر الأوائل من الشهر القمري لا سعد ولا نحس، وفي العشر الأوسط سعد، وفي الأخير نحس[3].
والمنجمون من الرافضة يجعلون زحل من السعود، ويدعون أنه نجم الأنبياء والأوصياء[4].
ثالثاً: اختلافهم في البروج المذكورة والبروج المؤنثة على مذاهب:
الأول: ذهبت طائفة منهم إلى ترتيب البروج المذكرة والمؤنثة من البرج الطالع، فعدوا واحداً مذكراً، وآخراً مؤنثاً، وابتدئوا من المذكر[5]. [1] انظر: "تحقيق ما للهند من مقولة": ص473.
2 "المدخل في النجوم" لأبي معشر: (ق5/ب) .
3 "كتاب التفهيم": ص234.
4 "فرج المهموم": ص93. [5] رسالة عيسى بن علي التي نقلها ابن القيم في "مفتاح دار السعادة": (2/152) .