المبحث السادس: مصافحة الجُنُب
الجنابة لا تمنع المصافحة، ولا تُؤثِّر على أفضليّتها باعتبار أنّ المصافحة لا يُشترط فيها كوْن المرء طاهراً من الحدثيْن الأصغر والأكبر. فلا بأس بمصافحة الجُنب، وكذلك الحائض والنفساء. فلكلٍّ منهم أن يصافح أو يصافَح، ولا يؤثِّر هذا في استحباب المصافحة، ولا يقدح في فضْلها المقرَّر شرعاً.
ويدلّ على هذا: ما رُوي عن حذيفة[1]: "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَقِيَه، فقال: "يا حذيفة, ناولْني يدَك! " فقبض حذيفةُ يدَه. ثم قال له الثانيةَ، ففعل. ثم قال الثالثةَ، ففعل. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا يمْنعُك؟ " [1] الصحابي الجليل: حذيفة بن حِسل بن جابر العبسي، أبو عبد الله، حليف الأنصار، من السابقين. أعلَمه الرسول صلى الله عليه وسلم بما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة. ولاّه عمر رضي الله عنه على المدائن بفارس. توفي رضي الله عنه في أوّل خلافة علي رضي الله عنه عام 36هـ.
راجع: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 2/223، والأعلام للزركلي 2/171.