الاستدلال هنا على المصافحة باليديْن عند التسليم, لأنّ الذي حدث من ابن مسعود بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم, وما كان على هذا الحال كان بغرض التعليم، وما نحن فيه خلافُه[1].
غير أنه إذا كان العرف السائد والمستقرّ في أحد الأماكن يسير على المصافحة باليديْن، فلا بأس في اتّباعه خاصة وأنّ في هذا كبير مودّة، لاسيما وأن المصافحة ترتبط بأخلاقيات وآداب الإسلام العامة بما تُحدثه من إشاعة روح المودّة والصفاء والتراحم والتآخي بين المسلمين، وذلك على نحو ما أورده الإمام البخاري من أثر حمّاد وابن المبارك[2].
فالتصافح في الأصل باليد الواحدة، وإن كان باليديْن ففيه زيادة تأكيد المودّة والبهجة والسرور والبشر بلقاء صاحبه المسلم؛ وهذا إن كان على وجْه التبادل كان أثره عظيماً فيما بين الناس. وكيفية المصافحة
على هذا النحو هي: أن يَتمّ التصافح أوّلاً باليد الواحدة، ثم يشدّ على يد المصافح بيده الأخرى. [1] راجع: تحفة الأحوذي للمباركفوري 7/477. [2] راجع: المرجع السابق، نفس الموضوع.