نام کتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة نویسنده : عبد الغني أحمد جبر مزهر جلد : 1 صفحه : 73
ومما يمنع المسلم من اليأس مهما حاصرته الخطوب، وأحدقت به وبأمته المحن الأمور التالية:
1 - الإيمان القوي بقضاء الله تعالى، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، والإيمان بالقدر خيره وشره من أركان الإيمان، وأصول العقيدة.
2 - الثقة بوعد الله سبحانه، وبنصره لمن أطاعه، وبدفاعه عن الذين آمنوا، وهو سبحانه لا يخلف الميعاد، ولكنه يبتلي العباد.
قال جل وعلا {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47]
وقال جل ذكره: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38]
وقال سبحانه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51]
3 - الوعيد الشديد على اليأس، لكونه قنوطا من رحمة الله، وسوء ظن بالله جل وعلا، واستبعادا لوعد الله تعالى ونصره، وهذا إنما يتصف به الضالون لا المؤمنون، قال جل ذكره: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56]
وقال ابن عباس: أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله [1] .
قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد العاصي في حاشيته على كتاب التوحيد: " القنوط استبعاد الفرج، واليأس منه- والفرق بينهما لطيف- وسوء الظن بالله، وهو يقابل الأمن من مكر الله، وكلاهما ذنب عظيم منافيان لكمال التوحيد. . " وقال الشيخ: " القنوط بأن الله لا يغفر له، إما بكونه إذا تاب لا يقبل توبته، وأما أن يقول: نفسه لا تطاوعه على التوبة، بل هو مغلوب معها، فهو ييئس من توبة نفسه ". [1] أخرجه عبد الرزاق.
نام کتاب : خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة نویسنده : عبد الغني أحمد جبر مزهر جلد : 1 صفحه : 73