وكما أن برَّ الوالدين واجب بكلِّ حال فإن على الوالدين أن يعينا الأولاد على البر، وأن يشجعاهم، ويشكراهم، بل على الوالدين أن يغضّا الطرف عن بعض ما يصدر من الأولاد، وعليهما أن يتنازلا عن بعض حقوقهما، خصوصا إذا رأيا من الولد إقبالًا على العلم، وجِدًّا في الطلب، ومصاحبةً للأخيار خصوصًا في بداية عمره، فعلى الوالدين أن يشجعاه، وأن يعذراه على بعض التقصير.
تقول أم سفيان الثوري لابنها سفيان: "يا بني , اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي".
فكانت تغزل وتبيع وتصرف على سفيان، وتُفَرِّغه لطلَب العلم، فأصبح الإمامَ المتبوعَ، وأمير المؤمنين في الحديث مع أنه نشأ يتيمًا.
ومن الأمور المعينة على التربية استشارةُ من لديه خبرة بالتربية، وقراءة الكتب المفيدة في التربية، واستحضار فضلِ التربية في الدنيا والآخرة، واستحضار عواقب الإهمال والتفريط.
وخلاصة القول في تربية الأولاد: أن يسعى الوالدُ في جلب ما ينفع الأولاد، ودفع ما يضرُّهم في دينهم ودنياهم.