معاشر الصائمين: لو توجَّهنا بالسؤال إلى كلِّ مدخنٍ وقلنا له: "لماذا تدخن؟ " لأجابوا إجاباتٍ مختلفةً؛ فَمِنْ قائلٍ: أدخن إذا ضاق صدري؛ كي أروِّح عن نفسي، ومِنْ قائلٍ: أدخن كي أتسلى في غربتي، وبُعدي عن أهلي، إلى قائلٍ: أدخن إذا سامرت زملائي؛ ليكتمل فرحي وأنسي، إلى قائل: أدخنُ؛ لأتخلصَ من القلقِ، والتوترِ، والغضبِ، إلى قائل: أدخنُ مجاملةً للرفاقِ، إلى قائلٍ: أدخنُ لفرط إعجابي بفلانٍ من الناسِ، فهو يدخنُ وأنا أتابعه، وأعملُ على شاكلتهِ، إلى مسكينٍ يقولُ: تعلقتُ بهِ منذُ الصِّغرِ فعزَّ عليَّ تركهُ، إلى مكابرٍ عنيدٍ يقول: أدخن لقناعتي بجدوى التدخين؛ فلا ضررَ فيه، ولا عيبَ، ولا حرمة.
هذه - تقريبًا - هي الأسبابُ الحاملةُ على التدخين؛ فإذا كانَ الأمرُ كذلك، فاسمح أيها الأخُ المدخن بالحوار معكَ مدةً يسيرةً؛ عسى أن نصل إلى نتيجة مُرْضِيَةٍ.
أخي الحبيب: ألستَ مقتنعًا من حُرْمَةِ التدخين، ومن أثرهِ البالغ؟ ألا تفكر جادًّا في تركهِ إلى غيرِ رجعة؟ ستقول: بلى، ولكن آملُ أن أزدادَ قناعةً بضررِ التدخين، وإمكانيةِ تركه، ويقالُ لكَ: إليكَ ما تريد، فأعِر سَمْعَك قليلًا، وأَصْغِِ فؤادك لما يقال: